قصة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم مكتوبة:
قصة مولد "خير البشر" –عليه أفضل الصلاة والسلام– هي قصة مليئة بالأحداث، فقد كانت تتناقل الأمم خبر قدومه، ومن تلك الأحداث:
1. الإرهاصات التي سبقت المولد النبوي:
انقطعت الرسالة فترة من الزمان بعد عيسى –عليه السلام– ثم قام الأحبار والرهبان بنقل خبر قدوم نبي، وأنه سيكون خاتم الأنبياء، وهذا الذي زاد لهفتهم إلى لقاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقد بشّر عيسى –عليه السلام– بني إسرائيل بقدوم سيدنا ونبينا محمد (ص)، كما ورد في قوله –تعالى–:
(يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ).
ولكن اعتقد بنو إسرائيل أن هذا النبي المبعوث سيكون منهم، فكانوا يرددون: "اللهم انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان"، ولكن قد كفروا به عندما وجدوا أنه ليس منهم، كما قال في كتابه –تعالى–:
(وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ).
وحدثت بشارات (إرهاصات) كثيرة قبل مجيء النبي، وكانت تبشيرًا لنبوته، ومنها النور الذي رأته "أمه" في المنام، والذي خرج منها حين حملت به، وظهور نجم لامع للنبي في السماء، مختلف في خصائصه عن باقي النجوم، واسمه "أحمد". فعرف اليهود بعدها أنه قد وُلد نبي الله المبعوث، وقد قال أحد أحبار الشام: (قد خرج في بلدك نبي، أو هو خارج، قد خرج نجمه، فارجع، فصدقه واتبعه).
2. ميلاد النبي الكريم:
ولد سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم– يوم الاثنين من شهر ربيع الأوّل من عام الفيل، وذلك قبل ثلاث وخمسين سنة من الهجرة، أي أنه وُلد في عام 570 ميلادية، في مكة المكرمة. وعندما سُئِل الرسول –عليه أفضل الصلاة والسلام– عن سبب الصيام يوم الإثنين أجاب قائلًا: (فيه وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ). وقد نقل الدمياطيّ –رحمه الله– قول أبي جعفر بأن ميلاد النبي، يُصادف اليوم العشرين من شهرِ نيسان، وذلك في عام 571 ميلادي.
3. سرور جده عبد المطلب ولادته وتسميته:
فقد استبشر "عبد المطلب" بولادة حفيده "محمد" (ص)، وفرح به فرحاً شديداً، وأراد له أن يُحمد في السماء عند الله، وفي الأرض عند الناس، لذلك أسماه "محمد". وقد قيل من البعض: أنه قد وُلد من عند الله مختوناً، ولكن البعض الآخر قال: إنه قد ختن، مثله كـ مثل بقية العرب في ذلك.
4. طفولة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:
فـ هو "خير البشر" لذلك لم يكن مثل أي طفل على هذه الأرض، وكانت طفولته متميزة وفريدة، وفيما يلي بعض الأحداث التي جرت في طفولته:
5. إرضاع حليمة السعدية للنبي الكريم:
كانت تقولن المرضعات "يتيم ما عسى أن تصنع أمه به"، فقد رفضوا أن يرضعن نبي الله، إلا "حليمة السعدية" قد قبلت به، وبعد إرضاعها له، قد رزقها الله أضعاف كل شيء، وزاد الحليب التي تنتجه ماشيتهم وأصبح بكثرة، شربت وارتوت هي وزوجها وأرضعت أطفالها.
6. حادثة شق الصدر للنبي الكريم:
وحينما كان يلعب رسول الله –صلى الله عليه وسلم– مع غلامين، وهو في كنف مرضعته "حليمة السعدية"، أتاه سيدنا جبريل –عليه السلام– وشق عن قلبه، فاستخرج وشقه، ثم استخرج منه علقة، وقال: "هذا حظ الشيطان منك"، وأحضر وعاء به ماء زمزم وغسل قلبه في هذا الوعاء، ثم أعاد قلبه إلى صدره.
وكان قد رأى الغلامان ما حدث، فـ شعروا بالفزع، وذهبوا فورًا إلى المرضعة، يرددون "إن محمداً قد قُتل"، ورأى "أنس بن مالك" –الذي كان يخدم الرسول في المدينة– أثر المخيط في صدر رسول الله، وأخبرت المرضعة "أمه" بما حدث، وأن ترده إليها خوفًا عليه، ولكن كانت "آمنة" مطمئنة على ابنها، وقالت إنها تشعر، بأن لابنها شأنًا عظيمًا، وأنها تعلم ذلك منذ حملها به، وظل النبي في بيت حليمة السعدية المرضعة إلى أن أصبح عمره يناهز 5 سنوات.
7. وفاة أمه وهو في مرحلة الصبا
كان يبلغ عمر النبي الكريم –عليه أفضل الصلاة والسلام" 6 سنوات، حينما تُوفيت "آمنة بنت وهب" أمه، فقد ماتت في طريق العودة إلى مكة المكرمة، بمنطقة يُطلق عليها الأبواء، تقع بين مكة والمدينة، حيث كانت قد أحضرت ابنها لزيارة أخواله، وهم من بني عدي بن النجار.
8. عناية جده عبد المطلب به بعد وفاة والديه:
كفله جده عبد المطلب، بعد موت أمه آمنة، واعتنى به عناية خاصة، أكثر من أبنائه، كما قد كانت هناك رعاية إلهية لسيدنا محمد (ص).
9. حضانة أم ايمن وكفالة "أبو طالب" عم النبي له:
قد احتضنت أم ايمن "بركة الحبشية" النبي بعد وفاة أمه، فقد كانت مولاة أبيه، حتى مات جده، وقد توفى جد "النبي" وهو في عمر يناهز 8 سنوات، وكان قد أوصى عمه برعايته، فـ كفله عمه واعتنى به
10. فرح المسلمين وشكرهم لنعمة ولادة النبي الكريم:
كيف لا يفرح المسلمون، وقد بلغنا رسالة الإسلام، فرح المسلمون بولادته فرحًا شديًدا، وجعلوا ذكرى هذا اليوم، هي يوم فرح وسرور، وأفضل ما يقوم به المسلمون في ذلك اليوم هو تذكر سيرة رسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم– الذي دعانا إلى دين الحق، وأرشدنا جميعًا إلى طريق الهداية.
كيف كانت الارض قبل مولد النبي؟
كانت الأرض قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم مملؤة بالجور والظلم والمعاصي، فقد انقسم المجتمع إلى سادة وعبيد، وكان جل أهل مكة يعبدون الأصنام ويسجدون لها، وكان شرب الخمر مباح وكذلك التجارة فيها، وكذلك الربا، والزنا، وهذا كله ما حرمه الله تعالى بظهور الإسلام ليطهر أهل مكة من رجس تلك المعاصي.
ما هي المدة بين ولادة النبي وبين حادثة أصحاب الفيل؟
المدة بين ولادة النبي وحادثة أهل الفيل التي حدثت في شهر المحرم، 50 يوم تقريبًا، حيث ولد النبي في شهر ربيع الأول من عام الفيل.
ما هي بشائر مولد الرسول؟
من بشائر مولد النبي صلى الله عليه وسلم أن إبليس لعنه الله وفقًا لما رواه أحمد رن أربع رنات واحدة منها حين ولد النبي صلى الله عليه وسلم إيذانا بميلاد الحق والنور، وأنه حينما حضرت فاطمة بن عبد الله وهي صاحبة آمنة بنت وهب والدة الرسول، وقد حضرت مولد الحبيب، وجدت نورا يملء البيت ورآت النجوم تقترب كأنها ستسقط، ومن بشائر مولد الرسول صلى الله عليه وسلم أن أمه آمنة بنت وهب لم تجد في حملها به أي شدة.
ما هي المعجزات التي حدثت يوم مولد الرسول؟
من المعجزات التي حدثت يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم ميلاده مقطوع السرة مختونا، وظهور نور يملء بين المشرق والمغرب، وتساقط أصنام الكعبة على وجههاـ، وكسر إيوان كسرى ملك دولة الفرس، وخمدان النار التي كانت موجودة بفارس، وكذلك جفت بحيرة ساوة.
نسب الرسول للأطفال:
وأما نسب الرسول الشريف للأطفال فهو محمد بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم واسمه عمرو، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان. وقد توفي والد نبي الله –عليه أفضل الصلاة والسلام– بعد أن خرج مع أخواله إلى الشام بغرض التجارة، ثم مرض مرضًا شديدًا عندما مروا بالمدينة، وتوفي فيها، عن عمر يناهز 25 عاماً، وكان حينها "محمد" (ص) في بطن أمه.