تلخيص كتاب فجر العلم الحديث

تلخيص كتاب فجر العلم الحديث

تلخيص كتاب فجر العلم الحديث
إن العلم وتفرعاته قد يبدو مثالاً للحداثة في عالم اليوم، فإن المنهج العلمي الذي يستخدم في معالجة أي خلل بشري أو اجتماعي قد يكون ظاهراً في كل مكان، فإنه من الشائع أن يتم الإشارة إلى المكانة المتميزة التي قد تتمتع بها المعرفة العلمية في العالم الحديث، فقد يتم السماح للشهود الخبراء الذي يعرف عنهم أنهم خبراء في ناحية من نواحي العلم بالإدلاء بشهاداتهم في المحاكم وأن يستخدموا معرفتهم العلمية وذلك لإقامة الوقائع الممكنة وتخمين الأسباب المحتملة لما يحدث.

تلخيص كتاب فجر العلم الحديث:

الفصل الأول: الدراسة المقارنة بالعلم:

العلم هو مؤسسة حضارية، وقد يجد الكثير من العلماء الاجتماعين صعوبة في التعامل مع الأطر الفكرية التي تتميز بالدلالة الحضارية معتقدين بأن هذه الفكرة تبلغ من الشمولية ما يجعلها صعبة على التحليل العلمي، فإن العلم لا يزال نشاطاً انتقالياً ونتاجاً مرحلياً، فإن هذا النشاط يكون حضاري بالدرجة الأولى، فإن طريق العلم الحديث هو طريق الخطاب الحر المفتوح، فيعد اللغز الأكبر أمام الخيال السوسيولوجي مثلما هو اللغز الماثل أمام البحث الراهن. فقد نجد أن الصينين قد قاموا باختراع حروف الطباعة لمتحركة قبل الغرب بأربعمائة سنة، ومع ذلك إنه لا الصين، حيث أنه قد ظهر الاختراع لأول مرة ولا الحضارة العربية الإسلامية التي كان في مقدرتها الحصول على تكنولوجيا الطباعة الجديدة هذه المباشرة.


الفصل الثاني العلم العربي والعالم الإسلامي:

قد كان يوجد العديد من العقبات الداخلية والخارجية في الحضارة الإسلامية أمام الانطلاق نحو العلم الحديث، فقد قام علماء الفلك بتأسيس تقليداً بحثياً يقوم على أساس عريض يهدف إلى إصلاح النموذج الفلكي البطلمي، حيث أن هؤلاء العلماء قد استهدفوا في شرق العالم الإسلامي إيجاد نموذج فلكي يتفق مع الواقع، كما قد توصلت أيضاً جهود الفلكيين إلى فلكي مدرسة مراغة، وهي الجهود التي تكللت بعمل الشاطر إلى أن توصلت إلى نموذج فلكي يعادل رياضياً النموذج الكوبيرنكي، فقد عملت كل من صفتا الخصوصية والشخصية على مستوى العلاقات بين الأشخاص، وقد نشأ ذلك من عائق جوهري في طبيعة الشريعة الإسلامية.


الفصل الثالث: العقل والعقلانية في الإسلام والغرب:

إن فهم نشوء الفكر العلمي قد يستدعي النظر في الصورة الميتافيزيقية التي تجري ضمنها أنماط الخطاب، فإن المذاهب الدينية والقانونية في حضارة من الحضارات هي أحد المصادر الكبرى لقدرات الإنسان العقلية، فقد رفض اللاهوت والشرع فكرة الفاعلية العقلية التي يمكن عزوها للبشر جميعاً.

وقد دعا كل من اللاهوت والشرع في الإسلام إلى الاعتقاد بأن الحكمة الربانية وإجماع الفقهاء أعلى من الفاعلية البشرية، ولكن الفاعلية الإنسانية قد أنكرت عليها قدرتها على التجديد في الدين أو الفكر الأخلاقي فقد أدى ذلك إلى إغلاق أبوا الاجتهاد، فقد شعر الأوروبيون القروسطيون بقدرتهم على فك مغاليق الطبيعة والقيام بتنظيم النصوص الدينية والقانونية والقيام بتقويم مزاياها بشكل عقلاني.


الفصل الرابع: الثورة القانونية الأوروبية:

قد أصبح الباحثون على علم بأن القرنين الثاني عشر والثالث عشر قد شهدا ازدهاراً كبيراً في الإبداع والأشكال الثقافية، فقد كان العديد من الباحثين على علم كافي بإحياء دراسة القانون والثورة، وقد يقع في الصميم من هذا التطور المبدأ القانوني السياسي الذي يتم معاملة الفاعلون الجماعيون فيه على أنهم كيان واحد، فإن ظهور الفاعلين المتحدين كان ثورة من حيث أن النظرية القانونية قد خلقت أنواعاً مختلفة من أشكال الارتباط والقوى المترابطة التي قد انفرد بها الغرب لكونها كانت غائبة من الشريعة الإسلامية والقانون الصيني.

على الرغم من وجود شبه بين تنظيم الدولة في الحضارة الإسلامية وبين الغرب الأوروبي إلا أنه يوجد اختلافات جوهرية في القانون والعادات والتقاليد، ولكن لم يوجد شك في أن قانون البلاد هو الشريعة الإسلامية في العالم الإسلامي، وليس هناك ما يدل على أن الفقهاء المسلمين قد رغبوا في استعارة المبادئ والمفاهيم والإجراءات القانونية التي قد تضمنتها مدونة جستنيان، على الرغم من أن القانون الروماني قد يعرفه المسلمين جيداً ولكن لم يقوموا بالعمل به.

فقد كانت الثورة البابوية في الصميم من هذا التحول حيث كانت صراعاً قامت السلطة البابوية بواسطة الإعلان عن تحررها من سيطرة الدولة وتخلصها من التدخل في تعيين رجال الدين وإدارة شؤونهم، فإن الثورة البابوية قد قيدت في الواقع امتيازات السلطات الدنيوية.


الفصل الخامس: الكليات والجامعات والعلوم:

قد وصلت العلوم الطبيعية على مدى خمسة قرون إلى أعلى مراحل تطورها في العالم بين العلماء الذي قاموا باستخدام اللغة العربية في الشرق الأوسط، فإن الميزات الثقافية التي تمتع بها الشرق الأوسط العربي قد فاقت ميزات أوروبا إلى بعد القرن الثالث عشر، وقد نجد ذلك بالنظر إلى المستوى العلمي العالي الذي قد تحقق في الرياضيات والحساب وأيضاً في مجال النظرية والتجريب وبلغة غريبة عن أوروبا.

فقد كانت في الحضارة الإسلامية المؤسسة الرئيسية للتعليم العالي هي المدرسة أو الكلية، حيث كانت المدرسة مكاناً للتعلم قد مر بمراحل كثيرة من التطور، فقد أنشأت على هيئة وقفيات تحكمها أحكام الوقف فقد كانت ذات مقصد ديني يستخدم فيها أموال الوقف وذلك بهدف صيانة المبنى التعليمي ودفع رواتب الأستاذ ومدير الوقفية.


الفصل السادس: الأجواء الثقافية وخليقة العلم:

إن الفقه الإسلامي قد كان عاملاً رئيسياً في وضع الحدود على تطور مجالات الاستقلال وفي إدامة النظام التعليمي ذي الطابع الشخصي والخصوصي، فقد تم منع تطور القوانين الشمولية والمعايير غير الشخصية عن طريق طبيعة الفكر الفقهي الإسلامي وذلك نظراً للتقويم وضيقت الحدود التي يكون من الممكن ممارسة الإبداع داخلها دون التعرض لتهمة الكفر أو الزندقة، فقد شك المفكرون المسلمون أن العلم الحديث لم تترسخ جذوره في البلاد الإسلامية والذي أدى إلى منع ظهور بلاد كثيرة في الديار الإسلامية، والسبب في ذلك هو أن العلم والتكنولوجيا ليس لهما أساس في الخليقة والثقافة الإسلامية.


الفصل السابع: العلم والحضارة في الصين:

لم توجد هناك جهود رسمية لتشجيع استقلال الفكر أو العمل، فقد كان النظام التربوي نظام يقوم بضم مجموعة من المكافآت يناهض طلب العلم لذاته، فقد كانت التربية المثالية هي وجهة نظر الدولة الإمبراطورية التي تكون على العلم في المجالين الأخلاقي والأدبي والقيام بدراسة الشخصيات التاريخية، فقد تم تجسيد النظام في نواح كثيرة حيث يوجد منها ثقافة الهاوي المستنير وهو الشخص المتمكن من الاستقامة الأخلاقية ولم يكن متمكن من أساسيات الوظيفة أو إدارة البيروقراطية أو البحث العلمي، فقد ساعدت الهيمنة الدائمة للأيديولوجية الكنفوشية الجديدة على منع ظهور منهجية مناسبة للقيام بدراسة ظواهر الطبيعة.


الفصل الثامن: العلم والتنظيم الاجتماعي في الصين:

إن ما حدث في أوروبا يعد ثورة اجتماعية وقانونية قد عملت على تغيير طبيعة المجتمع القروسطي ولكن بشكل جذري، كما ساعدت على إرساء دعائم المجتمع والحضارة الحديثين، فقد أدت هذه الثورة إلى وضع الحياة الاجتماعية في أوروبا موضع جديد، فقد كان التحول القانوني هو مركز هذه الثورة حيث أنه عمل على إعادة تحديد طبيعة التنظيم الاجتماعي في جميع المجالات، وقد كان التطور الذي حدث في قانون المؤسسات في السياق الراهن.

فقد عملت على إرساء دعائم الاتحادات المهنية مما جعل كل مجموعة من هذه المجموعات تحصل على استقلالها القانوني الذاتي وذلك لسن قوانينها وتعليماتها الداخلية، فقد تم وضع طلب العلم في الصين على هامش الحياة الفكرية.


الفصل التاسع: فجر العلم الحديث:

قد استلهمت حضارات الإسلام والصين والغرب صوراً متباينة للعقل والعقلانية ولرجل العلم، فقد يوجد في عالم الإسلام فلاسفة ملتزمين بشكل كامل بالفلسفة الطبيعية وفلاسفة أخرين ملتزمين بالتعاليم الدينية ولكن لم يتمكنوا من التوفيق بين متطلبات المنطق والمشاعر التي ترتبط بالحياة الدينية.

فقد تمكن الكثير من علماء الإسلام القيام بعملهم والوصول إلى مستويات عالية من المعرفة الفنية، وقد تمكنوا أيضاً من وضع التطور العلمي الذي قد ظهر في الغرب فيما بعد، فقد كانت صورة رجل العلم في الصين متمثلة في صورة الشخص المستنير الذي كان ملتزم أخلاقياً بالتقاليد.
تعليقات
ليست هناك تعليقات




    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -