ملخص كتاب تجديد الفكر الديني في الإسلام

ملخص كتاب تجديد الفكر الديني في الإسلام

ملخص كتاب تجديد الفكر الديني في الإسلام
يمثل محتوى كتاب "تجديد الفكر الديني في الإسلام" أهمية كبيرة في كونه إضافة فكرية ومحاولة لرصد أفكار تجديد التفكير الديني في الإسلام وما يمثله من قيمة كبيرة خاصة أنه يمثل محاولة محمد إقبال في كتابه طرح واحدة من أهم المحاولات والأبرز التي جاءت في سياق تجديد خاص بالفكر الإسلامي وكانت تلك المحاولة سابقة للعالم العربي والإسلامي لكنها لم تستغل كما ينبغي في مجال الاهتمام بقضية تجديد الفكر الإسلامي وللك ظل الفكر الإسلامي يمثل حيرة في هذا السياق خاصة أنه من أبرز المفرزات المعرفية في الفكر الإسلامي المعاصر.


الأفكار الرئيسية للكتاب:

يمثل مضمون هذا الكتاب الذي كتبه الشاعر والمفكر المسلم الهندي محمد إقبال يمثل قيمة من حيث تناول العديد من الأفكار التي تؤكد على القدرة على تحريك الدماء في الثقافة الإسلامية الحديثة فيما يتصل بحالة تجديد الفكر الديني في الإسلام خاصة أن الكاتب يمثل أبرز المفكرين الطلائعيين للصحوة الإسلامية في بدايات القرن العشرين. وقد جاء الكتاب ليمثل العديد من الأفكار والتي أبرزها تقديم أطروحة خاصة بالمهام التي ينبغي أن تكون من أساسيات العمل لدى المسلم المعاصر والتي ينبغي أن يعيد التفكير فيها في المجمل خاصة أنها أبرز الشروط الأساسية في عملية التجديد في ظل ما يحيط بالمسلم من علوم حديثة وتقنية.

فصول الكتاب:

لقد كانت أبرز أفكار الكتاب تدور حول ما طرحه محمد إقبال من أفكار متعلقة بتجديد الخطاب الديني من خلال دراسة مستفيضة للمفكرين الغربيين وتحليل التأثر بالغرب وكل ما يتعلق بالمسائل الروحية بالشكل الذي يظل فيه للفكر الإسلامي رونقه والحاجة لتجديده في ظل العديد من التغيرات حول العالم، لذلك كان الكتاب يمثل حالة من إعادة بناء الفكر الديني وإقامة حالة من التوازن فيه وبين أفكاره والعلوم الحديثة خاصة العلوم الطبيعية، وجاءت فصول الكتاب كالتالي:

1) المعرفة والرياضة الدينية.

2) البرهان الفلسفي على ظهور التجربة الدينية.

3) الألوهية ومعنى الصلاة.

4) روح الثقافة الإسلامية.

5) مبدأ الحركة في بناء الإسلام، ويشمل: القرآن، الحديث، الإجماع، القياس.

6) هل الدين أمر ممكن؟


ملخص كتاب تجديد الفكر الديني في الإسلام:

1. المعرفة والرياضة الدينية:

إن ما تمثله طبيعة هذا الكون الذي نعيش فيه تؤكد على أن الإنسان ينبغي أن يعي أن حقيقة وجودة هي الإيمان والاسترشاد بالعقل والدين، ورغم أن الدين كان سائداً في عصور قديمة إلا أننا نسعى في هذا العصر إلى الربط بين العلم والدين حيث لا يمكن الاستغناء عن أيهما.

ولكن الجانب الخاص بهذا الفصل يؤكد على أن النظرة العقلية للإيمان لا تعني أن يتم التسليم بالأفكار الفلسفية المتعالية التي تعارض الدين، ولكن ينبغي ألا يشيع الظن بأن الفكر والبداهة متضادان لأن كلاهما يكمل الآخر. ولذلك نجد أن مختلف الأسس العقلية للإسلام تؤكد على أن هناك اختلافات عديدة بين النظرة العقلية والصوفية للدين عبر العصور.

ومن المؤكد أن الدين الإسلامي كان يحاول مواجهة التضاد بين الأفكار فيما يخص العلم والفلسفة والدين والعلاقة الجوهرية بين الإنسان والكون، لكن الدين في النهاية كان حريص على الجمع بين تفاصيل الحياة البشرية جميعاً فكما حرص على الشعائر الدينية كان حريصاً على عمل البشر وتحقيقه لرغباته بشكل يوازن بين الجانب الروحي والمادي، لذلك كانت الرياضة الدينية التي وصفها الكاتب تؤكد على أن العلم الإلهي والتجريب البشري أمر لا مفر منه لا يستغني أحدهما عن الآخر وهم أساس التجربة الإنسانية.


2. البرهان الفلسفي على ظهور التجربة الدينية:

إن الفلسفة كانت تحمل ثلاثة أدلة على وجود الله وهو ما يعرف بالدليل الكوني والعلة الغائبة والدليل الوجودي وهي كلها أدلة تمثل حركة واقعية وحقيقية وراءها منطق يبحث عن الحقائق والمطلق ولذلك نجد أن الدلائل الكونية التي كانت تمثل علل هي الأساس الذي اعتمد عليه الفلاسفة في رصد الأدلة على وجود الله.

فنجد أن الدليل الكوني يمثل ما يقدمه الكون عبر سلسلة متصلة تقوم على العلة، في حين نجد أن الدليل الوجودي من تلك الصور التي تمثل صور رصدها الكثير من المفكرين بينما كانت التجربة تحاول أن تكشف مستويات الزمان التي تمثل مستويات كبرى منها مستوى المادة والحياة والعقل والشعور وموضوعات علم الطبيعة والأحياء وعلم النفس وعلم الطبيعيات.

3. الألوهية ومعنى الصلاة:

إن حالة الحكم التي تقوم على التجربة الدينية من أبرز ما يمثل مختلف المقاييس العقلية والتي يمكن أن تؤدي إلى الاطمئنان خاصة ان التجربة عي الهم الأكبر لذلك يؤكد القرآن الكريم على وحدانية الذات الالهية وهو ما يشكل قيمة كبرى تؤكد على أن الذات الإلهية لا نهائية في الكيف والكم والقوة والامتداد وهو الأمر الذي يؤكد على أن العقول البشرية في حاجة لربطها بصلة مع تلك القوة من خلال الصلاة وهو ما يمكن أن يكون حالة من التواصل تقبلها الفطرة السليمة ولا تعترض عليها لأنه الحالة التي تشمل التواصل مع الله عز وجل في صورة محددة تؤكد على أنها جانب من جوانب الحياة البشرية اتي تشمل العلم والعمل والحركة والعقل.

4. روح الثقافة الإسلامية:

إن الثقافة الإسلامية كما هي معروفة كانت تشمل العديد من الروافد المختلفة التي كانت تشكل مضامين تلك الثقافة وهو ما يشكل قيمتها ولذلك فإن مكونات تلك الثقافة وعلى رأسها القرآن كانت تشمل حالة من التدرج والتطور في الوجود وهو ما يمثل قدرة كبيرة على التطور باستخدام القوة الروحانية وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يستخدم تلك القوة من أجل توجيه العالم والاستفادة من الدين وفي الوقت ذاته التحقق من الملامح الخاصة بالدين بما يمثل قيمة كبيرة تظهر في الكمال الذي حققه الإسلام في معارفه المختلفة.

5. مبدأ الحركة في بناء الإسلام:

أولاً: القرآن:

يمثل القرآن الكريم أصل الدين والمصدر الأول للتشريع وهو ما يجعله قانون للدين وهو متضمن كافة ما يتصل بتنظيم حياة البشر وما يتصل بكافة أحكام التشريع والحياة العلاقات الأسرية والبشرية ويتميز بالقدسية والثبات وأنه جاء ليحقق غاية السعادة وتنظيم حياة البشر.

ثانياً: الحديث:

إن السنة النبوية التي تركها الرسول صلى الله عليه وسلم في صورة الأحاديث النبوية تمثل قيمة كبيرة لأنها تنظم ما لم يرد فيه ذكر مباشر في القرآن الكريم فتكمل أحكامه وتشرحها وتوضحها.

ثالثاً: الإجماع:

يمثل الإجماع الحالة التي تتصل بالتشريع الإسلامي بوصفه المصدر الثالث وهو أنه يمثل أبرز أفكار ومصادر التشريع الإسلامي وهو عبارة عن خلاصة ما توصل له مجموع العلماء من حكم جامع يتم تطبيقه بالتشاور والاتفاق على مضمونه قياساً على مختلف الأمور الفقهية بما يتفص مع المصالح الدينية والدنيوية.

رابعاً: القياس:

إن هذا النوع يمثل الأصل الرابع من الأصول التي تستخدم في أصول الفقه وهو ما يتم الفصل من خلاله في الأمور التي تتشابه في الحالات المختلفة في التشريع.

6. هل الدين أمر ممكن؟

يمكن القول إن الدين يمثل حالة عامة تنظم حياة البشر وتمنحهم الحق في المعرفة والتطور والتفكير فلا يمكن أن تكون الحياة الدينية صارمة ولا منفتحة بل أن توازن بين العقل والروح من أجل تحقيق نتائج عظيمة في التاريخ البشري.

الرأي الشخصي:

يمكن القول من خلال ما سبق أن ما تم عرضه في الكتاب يماثل ما أراه من وجهة نظر أن تجديد الفكر الديني يمكن أن يكون وسيلة لاستعادة صحوة الأمة الإسلامية وهو ما حاول الكاتب الوقوف عنده من خلال تقديم رؤية متكاملة حول أساليب ومضمون التفكير الديني وكيف يمكن أن يتم تجديده في العصر الحديث من خلال نظرة شاملة تناولها الكتاب بوضوح وتفصيل.
تعليقات
ليست هناك تعليقات




    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -