قصة سيدنا نوح والسفينة كاملة:
إليك قصة سيدنا نوح والسفينة كاملة على النحو التالي:
1. بداية القصة:
● كان قوم نوح يعبدون الأصنام التي صنعها بشري مثلهم؛ وهم الأجداد.
● وهم ينحتون التماثيل للراحلين من الرجال الصالحين بينهم؛ تخليداً لهم ولذكراهم.
● وبعد هلاك ذاك الجيل وهلاك العلم معه اتخذها الجيل الجديد كإله صنم لهم.
● دعا سيدنا نوح قومه للتوحيد والإيمان بالله –سبحانه وتعالى–، وشرح لهم معنى وحدانية الله، والابتعاد عن تلك الضلالات التي سادت في جميع أركان المنطقة.
● ثم أخبرهم عن رحمة الله، التي وسعت كل شيء ومغفرته للذنوب، ثم ذكر لهم جزاء اتباع أمر الله، فإنهم إن آمنوا به وبرسوله سيغفر لهم جميع الذنوب حتى يوم البعث.
2. ردة فعل قوم نوح على الدعوة:
● لم تكن ردود أفعالهم ايجابية، كلما دعاهم سيدنا نوح –عليه السلام– يذهبون بعيداً عنه، ويضعون أصابعهم في آذانهم؛ يحجبوا عن مسامعهم أحاديثه، ويتغطون في ثيابهم؛ إصراراً وعنداً لدعوة سيدنا نوح.
● فقد دعا سيدنا نوح قومه في كل وقتٍ وفرصة هُيئت له، كما دعاهم سراً فيما بينه وبينهم، وجهراً أمام الجميع.
● واستمر في حديثه عن جزاء التائبين لله، وكرم الله عليهم، وانه سيرزقهم من جميع خياراته؛ بما فيها الأمطار، المال، والبنون، وسيجعل من أراضيهم البور جنات، والخير الكثير الذي لم تره عيناً، ولم تسمع به اذناً من قبل.
● ثم بدأ سيدنا نوح بتذكير قومه عن تجلي عظمة الله في خلقه، وعن كيفية خلق الإنسان، ففي البداية خلقه من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة، وبعدهم يخلق الله العظام، ثم يكسوها لحم.
● ورغم كل ذلك، لم يتقبل قوم سيدنا نوح أي شيء من دعوته، وازدادت مخالفتهم وعصيانهم له، وأصروا على موقفهم وأشركوا بالله –الذي لا إله غيره–.
3. دعاء سيدنا نوح:
● وبعد محاولات عديدة، تملك اليأس من قلب سيدنا نوح –عليه السلام بشأن إدخالهم في دين الله الحق، ودعوته لهم في التوحيد بالله.
● ولم يجد أمامه سوى أن يدعو الله أن يطبع في قلوبهم العصيان، وأن لا يزيدهم الله إلا من هذا الضلال.
● كما دعا الله بأن لا يترك أي شخص من نسل الكفار على أرضه؛ فـ هم لا يريدون الهداية، وسيكون نسلهم كافرين مثلهم.
● وقد كانت هذه القصة بمثابة دليل قوي؛ على أن الله لا يعاملك بمن أنت، بل يعاملك ماذا فعلت؟
● وقد كانت زوجة سيدنا نوح في ضلال، ولم تدعم دعوة زوجها، وغير متقلبة لدعوته ابداً، ولم تكتفي بذلك بل اتهمت زوجها بالجنون مع قومها، وإعانتهم على أذى زوجها وكفروا به جميعاً.
● فلم ينفع تلك المرأة زواجها، أو قربها من سيدنا نوح، واستحق العذاب الأليم الشديد؛ بما كانت تصنعه من خيانة لزوجها.
4. السفينة معجزة سيدنا نوح:
● فقد أوحى الله إلى سيدنا نوح أن يبدأ بصناعة السفينة، وأطاع "نوح" أمر الله عندما فار التنور المصنوع من الحجارة؛ الذي جعله الله علامة لهم من علاماته الكبرى بتنفيذ العذاب.
● وقد صنع نوح السفينة بيده، وبمعونة الله من الأخشاب، فجمع بعض الألواح، وصفهم، وثبتهم بالمسامير.
● كما صنعها على اليابس، وحينما كان يراه احدً من قومه، كان يسخر منه ومن تفكيره، فكيف له أن يصنع سفينة وهم على اليابس ولا يقربون البحر بـ صلة!
● ثم أمر الله نبيه، بأن يحمل معه على السفينة، من كل زوجين اثنين، وكان ذلك العدد، حتى إذا أُهلكت الحياة في ذلك الوقت، يبقى هناك من كل فرد اثنين؛ ليبعث الله الحياة من جديد، حيث تكون دائمًا حكمة الله غالبةً وراء حدوث كل شيء.
● ولم يذكر في القرآن الكريم أو الأحاديث الدينية كم كان عدد كل من في السفينة تحديدًا، ولكن بدأ بعد ذلك تنفيذ بأمر الله بهبوب العاصفة الشديدة، والأمطار الغزيرة، والرياح التي اقتلعت البيوت والاشجار.
● ابحرت تلك السفينة في مياه شكلت أشكال الجبال، وورد عن "ابن كثرة" أن عمق الماء قد بلغ الخامسة عشر ذراعاً، وقيل عن آخرين أنه بلغ الثمانين ذراعاً من عظمة وقدرة الله، والله –سبحانه وتعالى– أعلم.
5. ابن سيدنا نوح:
● رفض كل من ابن سيدنا نوح وأمه ركوب السفينة؛ بسبب جحودهم، وعصيانهم لله ولرسوله، واستنكارهم لهم.
● فـ قبل أن تُبحر تلك السفينة، عرض سيدنا نوح على ابنه أن يركب معهم، ويؤمن بالله، ويتوب إلى الله، توبة صادقة، حتى لا يهلك مع هؤلاء القوم الضالين.
● وعندما دعا سيدنا نوح ابنه، تهرب وقال بأنه سيذهب إلى جبلٍ بعيد يحميه من خطر الماء والغرق، ولكن لا مفر من أمر الله.
6. عاقبة قوم نوح:
● فكان عاقبة وجزاء قوم نوح عن عصيانهم، هو الغرق.
● ثم نار الآخرة من بعد الغرق والهلاك، وهذا نتيجة ما كانوا يفعلونه من عصيان لأوامر الله ورسوله.
● ونجا نوح ومن معه في السفينة من القوم الصالحين، الذين آمنوا بدعوته ورسالته، ثم استقرت سفينة نوح على جبل يُدعى "الجودي" عقب الانتهاء من تلك العاصفة.
ما هو اسم ابن نوح عليه السلام الذي غرق في الطوفان؟
يُعد الابن الرابع للنبي نوح عليه السلام، ويُدعى "كنعان بن نوح" أو "يام ابن نوح".
كم المدة التي قضاها سيدنا نوح في السفينة؟
تعتبر المدة التي قضاها "نوح" وقومه الصالحين في السفينة كبيرة، فهي أكثر من 150 يوم.
هل أن طوفان قوم نوح عليه السلام أغرق الارض كلها؟
نعم، لم تترك السفينة أحدًا خلفها، فقد عم الغرق على الجميع في كل مكان، وهلك جميع من في الأرض، فيما عدا مؤمنين قوم نوح –عليه السلام– الذين ركبوا معه سفينته.
أين تقع سفينة نوح الآن؟
يقول القرآن إنها استوت على جبل "الجودي" في تركيا بنص صريح في سورة هود الآية 44 (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، ويًقال إن سفينة نوح تقع الآن في جبل "أرارات" في ارمنستان، وقيل جبل "ماسيس"، ولكن الله –عز وجل– هو الأعلى والأعلم دائمًا بكل ما نجهله.