قصة الرسول في غار ثور

قصة الرسول في غار ثور

قصة الرسول في غار ثور
تُعد قصة الرسول –صلى الله عليه وسلم– في غار ثور من أعظم القصص التي وردت عنه، فهي توضح قدرة الله التي لا يعلوها شيء، وفي جانبها الآخر توضح وفاء الصحابي الجليل أبي بكر للنبي. تدور قصة الرسول في غار ثور حول هجرة النبي وبرفقته "الصديق" من مكة إلى المدينة؛ ليسلم محمد من أذى المشركين له وقرارهم بقتله، ثم أراد النبي أن يختبئ في مكان لا يعلمه المشركون، الذين تتبع سيرهما، فذهبا إلى غار ثور، واستطاع المشركون أن يصلوا إلى باب الغار، فهل رأوا النبي وصاحبه أم لا؟ تابع المقال لمعرفة المزيد.


قصة الرسول في غار ثور:

إليك قصة الرسول في غار ثور على النحو التالي:

1. هجرة الرسول من مكة إلى المدينة:

● عندما اشتد أذى المشركين على الرسول –صلى الله عليه وسلم– وأرادوا قتله، أمره الله –تعالى– أن يهاجر من مكة إلى المدينة.

● واصطحب الرسول مع الصحابي الجليل "أبي بكر الصديق"، الذي بكى من شدة فرحه بهذا الخبر.

● وكان يزيل "عامر بن فهيرة" آثار أقدام النبي –صلى الله عليه وسلم– وصاحبه؛ الناتجة عن السير من مكة.

● بينما كانت "أسماء بنت أبي بكر" تعد لهما الطعام.

2. اختيار النبي غار ثور:

● حاول النبي أن يختار مكانًا لا يعرفه المشركون بسهولة، حتى اختار "غار ثور".

● فتوجهوا إليه، وكان يلاحقهم الكفار كي يتخلصون من نبي الله.

● طلب "الصديق" من ابنه أن ينقل إليهم الأخبار المتداولة بين الناس، ويخبرهم بها في المساء.

3. موقف أبو بكر الصديق عندما لدغ:

● كان "الصديق" يحب نبي الله –صلى الله عليه وسلم" حبًا جمًا، فعند وصولهم إلى الغار، دخل أبو بكر قبله؛ ليطمئن قلبه بعدم وجود حية أو أي شيء ضار يلحق الأذى بالرسول عليه السلام.

● وبينما كان "الصديق" يطمئن ويُطهر الغار، إذ بـ حية لدغته، ولم يظهر شيئًا لرسول الله لكيلا يعرف ويقلق عليه.

● وصبر "أبو بكر" على الألم؛ حتى اشتد عليه، وكان النبي نائمًا في حجره، فبكى أبو بكر وسقطت دمعة عينيه على وجه الرسول –صلى الله عليه وسلم– فأدرك الرسول بما حدث له من أذى.

● ورآها النبي ودعا له، ومسح بيديه على موضع اللدغة، فشفاهُ الله –سبحانه وتعالى– وطيب جرحه.

4. مبيت الرسول صلى الله عليه وسلم في غار ثور:

● بات النبي وصاحبه "الصديق" في الغار، وجاء المشركون ووقفوا أمام الغار، وعندما تملك الخوف من قلب أبي بكر، قال لرسول الله، إذا نظر أحد من هؤلاء الرجال أسفل قدميه سيرانا على الفور.

● طمأنه النبي وقال له؛ أن الله لن يتركهما، فهما اثنين وثالثهما الله –عز وجل–.

5. نسيج العنكبوت:

● وبإرادة الله عز وجل أمر الله العنكبوت أن يصنع نسيجه على باب الغار، فعندما وصل المشركون رأوه، وغيم الله على قلوبهم، فقالوا كيف يدخل محمد هنا ويظل النسيج كما هو؟

● فهذه جنود أمرها الله أن تفعل ذلك؛ حتى ينقذ نبيه وينصر الحق.

● وظل "النبي والصديق" في الغار حتى ثلاث ليالٍ، واستمر "عبد الله" في إخبارهم بما يحدث في قريش، فكان يصبح مع قوم قريش، ويأتي إليهما بالأخبار في الليل.

● وبذلك هاجر النبي وأبو بكر من مكة إلى المدينة بسلام، واستقبله أهل المدينة استقبالٍ يليق به، وجزاهم الله خير الجزاء على ذلك، وسُمي أهل المدينة بـ "الأنصار"، الذين نصروا محمد ودينه.


المستفاد من قصة الرسول غار ثور:

تحميل قصة الرسول –صلى الله عليه وسلم– في غار ثور العديد من العبر والمواعظ، فهي لا تُذكر عبثًا، ومن هذه العبر ما يلي:

1. الأخذ الأسباب، ولكن يظل القلب متعلقًا بالله –عز وجل–.

2. الاعتماد على الله –سبحانه وتعالى– في كافة أمور الحياة؛ البسيطة منها والمستعصية.

3. الثقة بالله –تعالى– وعدم اليأس واليقين بأن النصر حليفك، طالما أنت تدافع عن الحق وعن دين الله.

4. اهمية الصداقة وفوائدها، التي ظهرت في مدى حب "الصديق" لرسولنا الكريم، وعليك قراءة السيرة النبوية؛ حتى تتعلم من مواقف النبي ونقتدي به في جميع أمور حياتك.

5. عدم مهابة وقلق المؤمن من أي شيء، فالله معه وناصره، حيث اطمأن أبو بكر، عندما أخبره الرسول بأن الله معهما يسمع ويرى، وبالفعل أنقذهم الله وإرادته ورحمته التي وسعت كل شيء.


أين يقع غار ثور؟

يقع هذا المكان الشريف في جنوب مكة المكرمة، وخاصةً في جهة الشمال جبل ثور، كما يقع بعيدًا عن بيت الله الحرام بحوالي 4 كيلو مترات، ويُعد من ضمن الأماكن التي يأتي إليها الحجاج مخصوصًا لرؤيتها، لما به من حدثٍ عظيمٍ حياة النبي –عليه أفضل الصلاة والسلام–.


لماذا ذهب الرسول غار ثور؟

بعث الله محمد –صلى الله عليه وسلم–؛ ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين ويستكمل رسالاته، ويدعو الناس إلى توحيد الله الذي لا إله غيره، وإلى إتباع دين الإسلام، ولكن مثل كل الأنبياء، فقد قال قوم قريش والمشركون دعوة النبي بالهند والاستكبار والإصرار على عبادة الأصنام، وتطور الأمر إلى أذى النبي، واتهامه بالساحر والمجنون، ولكن صبر النبي على هذا الأذى، وكان يقبل دعوته عدد قليل من الناس، ثم جاء اليوم، الذي اشتد فيه أذى المشركون على النبي، فأمر الله نبيه أن يغادر من مكة المكرمة إلى المدينة؛ ليسلم من أذى هؤلاء الكفار، ورافق محمد في هجرته "أبي بكر الصديق"، واختار النبي الاختفاء في غار ثور؛ حتى لا يستطيع المشركون الوصول إليه.


كم يوم بقي النبي محمد في غار ثور؟

ظل الرسول وصاحبه "الصديق" في غار ثور ثلاثة أيام، خفيةً من المشركين الملاحقين لهم، ثم اتجه إلى المدينة المنورة.


ما الفرق بين غار حراء وغار ثور؟

كان النبي يتعبد ويعتزل في غار حراء قبل نزول الوحي، بينما اختبأ النبي وصاحبه في غار ثور من ملاحقة قريش لهم؛ لقتل النبي، ثم اتجه من خلاله إلى المدينة المنورة بسلام.


ماذا قال ابو بكر للرسول في غار حراء؟

إذا كان المقصود غار حراء، فلم يخبر أبو بكر النبي بأي شيء في غار حراء بل كان يتعبد فيه النبي، وينعزل بعيدًا عن الكفار، الذين يعبدون الأصنام، ولكن إذا كان المقصود "غار ثور"، فقد رأى أبو بكر جحرًا في الغار، وعندما علم النبي بلدغة "الصديق"، قال له أبو بكر؛ أنه قد أفداه بنفسه ولُدغ بدلًا منه، فهو لم يرضى بأذية رسول الله، وكان يخشى عليه من أي شيءٍ يصيبه، وكان يدافع عن محمد ويرفض قتله، فهو لا يطيق أن يموت محمدًا ويعيش هو.


من هو الصحابي الذي كان يمسح آثار الرسول وأبو بكر؟

عندما عزم النبي محمد –صلى الله عليه وسلم– وصاحبه أبو بكر –رضي الله عنه– على الهجرة إلى المدينة المنورة، والخفاء عدة ليالٍ بغار ثور، طلب الرسول من "عامر بن فهيرة" أن يخفي آثار أقدامهما حتى لا يعلم متتبعو المشركين مكانهما، فمر "بن فهيرة" ورائهما بغنم أبي بكر، حتى عندما كان يذهب "عبد الله ابن أبو بكر الصديق" إليهما لنقل الأخبار المتداولة إليهما، كان يخفي "عامر" أثره بنفس الغنم.
تعليقات
ليست هناك تعليقات




    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -