قصة الوزغ في غار ثور

قصة الوزغ في غار ثور

قصة الوزغ في غار ثور
تُعد قصة الوزغ في غار ثور من أكثر القصص التي تعبر عن معنى وقيمة الصداقة الحقيقية الطاهرة والتضحية دون انتظار مقابل لها، فهي تدور حول هجرة الرسول مع صاحبه إلى المدينة، ودخل أبو بكر غار ثور قبل الرسول ليتفحصه، ويمنع أي أذى قد يصيب النبي، وقد لُدغ أبو بكر بوزغ (برص سام) في الغار ولكن لم يقل للرسول بما أصابه حتى لا يصيب بالقلق عليه، تابع المقال لمعرفة المزيد.


قصة الوزغ في غار ثور:

ويمكن معرفة قصة الوزغ في غار ثور من خلال ما يلي:

1. اختيار الرسول وأبو بكر الصديق غار ثور:

● هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم-والصحابي الجليل وأبو بكر الصديق من مكة إلى المدينة، تاركين خلفهم المشركين وأذاهم، فقد توعدوا بقتل سيدنا محمد.

● وكان النبي يبحث عن مكان غير معروف لا يستطيع من خلاله المشركون أن يصلوا إليهما حتى بقيا في غار ثور.

خوف أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم:

● وعندما دخلا الصاحبان في الغار ليلًا، تقدم أبو بكر خطوةً عن النبي -صلى الله عليه وسلم-يتفحص الغار، ويتأكد من عدم وجود أي سوء يتضرر منه النبي.

● فنظر أبو بكر عن يمينه وعن يساره، وقام بغلق جميع الجحور.

2. كيف لدغ الوزغ أبو بكر في غار ثور؟

● بقي جُحرًا واحدًا فقط لم يسلم منه أبو بكر، فعندما لمسه بيده ليطهره، قد لدغه الوزغ (البرص).

● ولم يخبر النبي بما أصابه كي لا يحزن عليه، فهو كان يحميه ويحفظه من أي أذى قد يصيبه، كما كان يخشى أن يقتله المشركون، ويظل وحده، فكيف يعيش بدونه.

3. بكاء الصدّيق:

● صبر أبو بكر على الألم كي لا يشعر النبي بما حدث له من ضرر.

● ولكن عندما استراح النبي في حجر الصديق، واشتد على أبو بكر الألم، فبكى وسقطت منه دمعة على وجه النبي، فشعر النبي وعلم بما أصابه.

● فمسح النبي بيديه على موضع اللدغة، ودعا إليه بأن يشفيه الله شفاءً لا يغار سقمًا، فطاب أبو بكر من أثر تلك اللدغة.

4. قصة العنكبوت والحمام على الغار:

● رغم قيام "عامر بن فهيرة" بتشتيت آثار أقدام النبي وصاحبه عن قريش بـ سير غنم قريش ورائهما، إلا أن استطاع المشركون الوصول إلى باب الغار.

● وعندما وصل المشركون، شعر أبو بكر بالخوف، فقال لنبي الله لو نظر أحدًا منهم أسفل قدميه سيرانا على الفور، ولكن طمأنه الرسول وأخبره بأن الله لن يتركهما، وأن الله معهما وثالثهما.

● ثم دعا الرسول أن يحفظهم الله من شر هؤلاء المشركون، فاستجاب له الله، وجاءت قدرة الله وحمايته لأنبيائه والمدافعين عن دينه.

● فأمر العنكبوت أن تطلق نسيجها على الغار؛ لتحفظ ما في داخلها، كما أطلقت الحمامة بيضها؛ لمنع المشركون من التفكير في قطع الخيوط.

5. نجاة الرسول صاحبه من أذى المشركين:

● ثم غيم الله على عقول المشركين وهم واقفون أمام الغار، وقال أحدهما للآخرين؛ كيف يكون النبي وصاحبه داخل الغار ويبقى هذا النسيج كما هو، كما يتضح أن هذا النسيج منذ قديم الأزل.

● فقد حفظ الله نبيه -صلى الله عليه وسلم، وحماه من شر الكفار والمشركين، الذين توعدوا بقتله.

● قد مكث النبي وأبو بكر في غارٍ ثورٍ حتى ثلاث ليالٍ، وقد وردت هذه القصة في كتب السنة والسير النبوية، وعن أهل الذكر والتفسير.

وصول الرسول وصاحبه إلى المدينة المنورة:

● نجي الرسول وأبو بكر من الأذى، واستطاعوا أن يتوجها من مكة إلى المدينة في سلام.

● وعندما علم أهل المدينة بذلك الخبر، وأقاموا استقبالًا يليق بمجيء محمد -صلى الله عليه وسلم-، فخرج منهم أكثر من 500 لاستقبالهم.

● وأقام بينهم في المدينة 4 أيام بـ قباء، التي تحوي بها أول مسجد في الإسلام وهو " مسجد قباء"، الذي يُعد أحد منابر الأعلام بالنسبة للمسلمين، كما كان المقر الرئيسي لأمور الشورى فيما بينهم.

● وقد لُقب أهل المدينة بـ "الأنصار"، لأنهم نصروا الرسول واتبعوا دين الاسلام فور نشر الدعوة بينهم.


لماذا حزن أبو بكر في الغار؟

● حزن أبو بكر على النبي في موقف يظهر الحب والصداقة في أبهى صورها.

● فقد حزن وبكى مرتين في غار ثور، أولاهما؛ عندما رافق النبي في هجرته من مكة إلى المدينة؛ ليتخلص من أذى المشركين، الذين توعدوا لقتل النبي -صلى الله عليه وسلم-بعد انتشار دعوته للإسلام، وعندما استقرا في غار ثور، وتتبع المشركون آثارهما حتى وصلوا إلى مدخل الغار، فحزن أبو بكر وشعر بالخوف الشديد، وقال للنبي بأنهم سوف يرونها، ولكن حفظهما الله.

● وثانيهما؛ عندما لمس أبو بكر الغار بيديه قبل دخول النبي؛ ليتأكد من عدم وجود أي شيء قد يؤذي به، حتى لدغه الوزغ.

● وقد صبر "الصديق" على ما أصابه ولم يخبر النبي؛ حتى اشتد عليه الألم، وبينما كان الرسول نائمًا في حجرة، سقطت على وجهه دمعة من أبو بكر تعبر عن شدة حزنه وألمه.

● ثم مسحها رسول الله -عليه أفضل الصلاة والسلام-بيده ودعا له أن يشفيه الله -سبحانه وتعالى-، فطاب جرحه بإذن الله.


لماذا حذر النبي من الوزغ؟

حذر النبي -صلى الله عليه وسلم-من الأوزاغ لما تنقله من أمراضٍ عديدة وطفيليات مؤذية تضر بالإنسان، ومن أشهر تلك الأمراض وأكثرها خطرًا مرض يُسمى بـ " السالمونيلا"، فهو يعتبر من الجنس الخبيث، وذلك ورد عن حديث رسول الله -عليه أفضل الصلاة والسلام-.


لماذا أمر الرسول بقتل الوزغ؟

ورد عن ابن حجر. أن عائشة -رضي الله عنها-كان يوجد في منزلها رمحٍ، تضعه في الخلف، وعندما سُئلت عن أمره، أجابت بأنه مخصوص لقتل الوزغ، فقد أمر رسول -صلى الله عليه وسلم-أمر بقتله؛ لأن حينما ألقى قوم الكفار إبراهيم في النار، كانت جميع الدواب تُطفئ النار؛ حتى لا تمس ابراهيم بسوء، بينما كان الوزغ ينفخ ويزيدها عليه، فهي تُعد فسادٍ في الأرض، كما قيل إنها تنفخ بـ سُمها على الطعام.


هل الوزغ طاهر ام نجس؟

يُعد الوزغ من الحشرات النجسة، كما يعتبر بوله نجس أيضًا، ويجوز قتله، ولكن يجب أن يتوضأ الإنسان ويغتسل بعد القيام بذلك.


هل الجن يتشكل على شكل برص؟

يتمثل الشيطان في كثير من الأحيان في صور بشر، أو حية، أو حيوان أو حشرة؛ كي لا نراه على حقيقته، التي خلقها الله به من النار، ونعلم ما يخفيه من شر وأذى ورائه، فقد ورد عن الشيخ الشعراوي؛ أن الجن يمكن أن يتمثل في صورة برص، أو أي شيء مادي آخر؛ حتى لا يعرفه البشر، ورغم ذلك فوجودهم وبقائهم في الحياة أمر ضروري وثابت لسير الحياة واستمرار حركتها.


هل ذُكرت قصة العنكبوت في القرآن؟

لم يذكر الله -عز وجل-قصة نسج العنكبوت خيوطه؛ لحماية النبي وصاحبه من أذى المشركين، بل ذُكر فقط لجوئهم إلى غار ثور؛ ليظلوا به ويحفظهم الله من أذى الكفار، بينما وردت قصة العنكبوت عن أهل السنة والنبوية والتفسير.
تعليقات
ليست هناك تعليقات




    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -