الحبكة في مسرحية أهل الكهف

الحبكة في مسرحية أهل الكهف

الحبكة في مسرحية أهل الكهف
أحداث مسرحية أهل الكهف حقيقية فهي أحداث تاريخية من القرآن قصها الله لنا في سورة الكهف، وقام توفيق الحكيم بكتابتها كمسرحية، فكانت تتحدث عن الحكم الوثني، حيث قام الملك ديقيانوس بعمل مذبحة جماعية للمسيحين وذلك داخل أسوار مدينة طرسوس، فيهرب مجموعة من الأشخاص إلى كهف صغير لكي يختبؤوا من هذا الطاغية وهنا تدور الأحداث.


الحبكة في مسرحية أهل الكهف:

هناك العديد من الجوانب التي يمكن تناولها كحبكة درامية قام بها توفيق الحكيم، حيث تشمل الحبكة في مسرحية أهل الكهف انعكاس الواقع المصري، الحب بين مشلينيا وبريسكا، الصراع الدرامي بين القلب والعقل وبقية الحواس، والعودة للكهف في النهاية، وتفاصيل هذه الحبكة كالتالي:

1. انعكاس للواقع المصري: 

فكانت المسرحية تحاكي الواقع المصري في ثلاثينيات القرن ال 20، وذلك وقتما كان الاحتلال الأجنبي يسيطر عليها، وأيضا الجهل والتخلف الذي كانت تعيشه مصر في هذا الوقت، كما أن النظام فيها كان يقمع الحريات ويوقف أصوات الفكر التي كانت تدعوا للحرية، وكان يتعمد قتل الحياة والشباب، فكان أهل الكهف يمثلون فئة الشباب في المجتمع المصري، وديقيانوس كان يمثل النظام المستبد، وصراع أهل الكهف ضد الزمن فهو يمثل الوقت الزمني الذي عاشته مصر في هذا الوقت وكما حدث في نهاية المسرحية بترك المعاول لمساعدة الشباب فهذا كانت رسالة بأن مصر تؤمن بالنهوض والبعث من جديد، وهذا ما حدث فعليا في مصر بعدها.

2. الحب بين مشلينيا وبريسكا: 

حيث أجاد توفيق الحكيم إدخال قصة حب في المسرحية وهي قصة جديدة بين مشلينا وبين حفيدة بريسكا حبيبته السابقة والتي كانت تشبهها بشكل كبير في الشكل والاسم، وهذه الحفيدة وقعت أيضًا في حب مشلينا، وكانت هذه فكرة متميزة عن القصة التراثية الأصلية، وكانت الحبكة بهذه القصة مميزة، إلى أن أعاد مشلينا مع أصدقائه إلى الكهف، وعلى الرغم من أنه وجد شيء جديد يربطه بتلك الحياه وهو يعد نفس الرابط الذي كان سببا في خروجه من الكهف، ولكن المؤلف رأى أنه من الأفضل أن يعيده من جديد إلى الكهف، وهنا رأى البعض بأن هذه الحبكة اخذت منعطف تنازلي في القصة وخاصة بعد أن أصرت بريسكا أن ترافق مشلينا وتموت معه في الكهف.

3. الصراع الدرامي: 

وهذا الصراع يتم ضد الزمن وذلك بهدف نيل الحياة والحب، وهذا هو الصراع الذي يأخذ جانب كبير من المسرحية، كذلك هناك صراع رمزي فنجد الصراع الذي يقوم بين القلب والعقل وبقية الحواس، فيمثل مرنوش العقل، ومشلينا القلب أما باقي الحواس فيمثلها يمليخا، وعلى الرغم من الصراع الذي يدور بينهم فهناك صراع أكبر يواجهونه هم الثلاثة وهو صراع ضد الزمن.

4. العودة إلى الكهف: 

كانت الحبكة لنهاية المسرحية تقتضي بعودة الجميع إلى الكهف وهذا ما أشار إليه الكثير من النقاد، وذلك لكي يعودوا للكهف منتظرين الموت وذلك بعد ان عرفوا حقيقتهم وأنه مر عليهم نحو 300 عام وهم لا يعرفون اي شيء عن هذا الوقت الذي مر بهم، ولكن الغير منطقي في قصة توفيق الحكيم هو أن يعيدهم المؤلف من جديد للكهف، خاصة وأن الحياة التي عاصروها بعد ذلك كانت مليئة بالإيمان والحب عكس الحياة التي تركوها، كما أن بعض النقاد اشاروا إلى أن نهاية المسرحية الدرامية هذه كان سببها العجز الفني وخاص وأن المسرحية مأخوذة من أحداث حقيقية.


ملخص مسرحية أهل الكهف:

كما ذكرنا بأن هذه القصة ذكرت في القرآن الكريم ولكن توفيق الحكيم قام بكتابة مسرحية خاصة به تدور الأحداث كالتالي:

1. الهروب للكهف:

● تبدأ القصة بهروب عدد من الأشخاص من طغيان الملك ديقيانوس إلى كهف وهم، يمليخا، مرنوش، مشلينا، وقد استيقظوا من توهم في كهف صغير، فيجدوا أجسادهم قد أصابها بعض الضعف والوهن، فسألوا بعضهم كم المدة التي استغرقوها في النوم فيعتقدون بأنهم ناموا بضعة أيام.

2. النزول للمدينة لشراء الطعام:

● وبعض وقت يشعرون جميعًا بالجوع فيكلفوا الراعي وهو "يمليخا" بالذهاب إلى السوق لإحضار الطعام لهم، فيذهب إلى المدينة ويلتقي في طريقة بأحد الصيادين الذي يفزع من منظره، وعندما يقدم له يمليخا بعض من القطع النقدية التي معه ليأخذ منه الطعام، ظن الصياد بان هذا كنز وذهب مسرعا إلى المدينة ليخبر الجميع بوجود كنز من زمن الملك ديقيانوس، وهنا يقوم الناس بأخذ المشاعل والذهاب مباشرة إلى الكهف، ليفاجئوا بأشخاص شبه موتى أشكالهم مرعبة.

3. علم الملك تيدوسيوس بالقصة:

● في هذا الوقت تصل الأخبار إلى الملك تيدوسيوس وهو ملك صالح لمدينة طرسوس، ليخبره غالياس وهو أحد مستشاريه بأن هؤلاء هم القديسون الذين هربوا من حكم ديقيانوس وأن قصة البعث كانوا هم المقصودون منها، وذلك وفقًا لما ذكر في كتابهم المقدس، ليأمر الملك تيدوسيوس بإحضارهم إلى القصر واستقبالهم أفضل استقبال وإكرامهم.

4. اكتشاف الحقيقة:

● وفور وصلهم يستأذن مرنوش بأنه يود رؤية كل من زوجته وابنه، أما يمليخا فيود الاطمئنان على أغنامه، ومشلينا يذهب لكي يحلق ذقنه ليقابل حبيبته بريسكا، ويستغرب الجميع من طلباتهم وذلك لأنهم لا يعرفون كم من الوقت ناموا في الكهف، ليكتشف يمليخا الراعي بأنهم ناموا في الكف نحو 300 عاماً، ليتهمه أصدقائه بالجنون ويعود وحيدًا إلى الكهف بعد اكتشاف الحقيقة.

● وعندما يصلون إلى قصر الملك يكتشف مرنوش حقيقة ما قاله يمليخا، ويخبره الملك بموت ابنه في عمر الستين، أما بيته فقد أقيم مكانه سوق كبير، وأن ابنه حقق الكثير من الانتصارات لروما ولم يصدق ذلك حتى يرى قبر ابنه، وعندما يقول هذا الأمر لمشلينا يتهمه هو الأخر بالجنون، فيعود مرنوش هو الآخر إلى الكهف.

● أما مشلينا فيظل في انتظار حبيبته بريسكا وهو يظن بأن عمرها لم يتجاوز العشرين، ليقابل واحدة شبيه لها ولكنه يغمره بعض الشك ليسالها بعض الأسئلة ليكتشف أن هذه الفتاة ليست بريسكا حبيبته ولكنها حفيدتها، ليعود هو الأخر إلى الكهف.

5. العودة للكهف:

● لنعود إلى الكهف وقد اجتمع ثلاثتهم، ليقول يمليخا بأن هذا مجرد حلم، ولكن أصدقائه يخبراه بأنها الحقيقة وقد تأكدوا من ذلك، لنجد بعد فترة صوت مزلزل وهو يعلن وفاة يمليخا ومن بعده مرنوش، ولكن مشلينا يظل بين الحياة والموت إلى أن تأتي حفيدة حبيبته بريسكا وتخبره بأنها أحبته ولكن الآوان قد فات ويودع مشلينا حبيبته، ولكنها رفضت أن تتركه لذا قررت أن تموت بجانبه، وهنا يضع غايوس ثلاث معاول ليساعدوا يمليخا ومرنوش ومشلينا في العالم الأخر.

6. نهاية المسرحية:

● ويذهب إلى بريسكا لكي تودعه وهنا تطلب منه أن يخبر الجميع بأنها ليست سوى فتاة عادية ليست قديسة ولكنها عاشقة أما هؤلاء الشباب فهم القديسون، وهنا يأمر الملك بإغلاق الكهف إلى الأبد وهم بداخله.


من هو مؤلف مسرحية أهل الكهف؟

توفيق الحكيم هو مؤلف المسرحية، وله العديد من المؤلفات المسرحية، ولقد اكتسب خبرة كبيرة في هذا المجال نتيجة زيارة عددا من المسارح الفرنسية، وشاهد العديد من المسرحيات المتنوعة ما بين تراجيدي وكوميدي وغيرها.


ما هي القضايا المطروحة في مسرحية أهل الكهف؟

كانت أولى هذه القضايا هو صراع الإنسان مع الزمن، فقد أشارت المسرحية أن الإنسان مازال يعيش في الصراع.


لماذا هربوا اهل الكهف؟

كان هروبهم نتيجة اضطهاد الوثنين للمسيحين في هذا الوقت، ولقد استمر نومهم في الكهف نحو 300 عام، ومصادر أخرى تقول بانها كانت 180 عام فقط، وقد استيقظوا فوجدوا أنفسهم كما كانوا نفس السن والشكل ولكن في عصر جديد غير العصر الذي هربوا منه.
تعليقات
ليست هناك تعليقات




    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -