القضايا المطروحة في مسرحية أهل الكهف:
بخصوص القضايا المطروحة في مسرحية أهل الكهف فهي الصراع بين الإنسان والزمن، علاقة الحب الزوجي، الصراع بين الوهم والحقيقة، وفكرة تفضيل العزلة على التواصل، وقد كان السبب الرئيسي وراء نجاح مسرحية أهل الكهف هو القضايا العديدة والمتنوعة التي يطرحها الحكيم فيها، وهي تتمثل في:
1. الصراع بين الإنسان والزمن:
● عندما بُعث أهل الكهف مرة أخرى، وجدوا أنفسهم في زمان غير زمانهم الذي عاشوا فيه، وكان لكل واحد منهم علاقاته الاجتماعية التي تربطه بالحياة.
● وعندما استيقظوا من نومهم أدركوا أن هذه العلاقات قد انتهت بمضي الزمن، وهذا جعلهم يشعرون بالغربة والوحدة في هذا العالم الجديد، ولذلك يفرون إلى الكهف من جديد ويفضلون موتهم على حياتهم.
2. علاقة الحب الزوجي:
● حيث تم ربط العقل بالحياة الزوجية، ويظهر ذلك من خلال شخصية مرنوش الذي ارتبطت حياته بالحياة الأسرية بدرجة كبيرة.
● فبالرغم من أنه ساعد الملك دقيانوس في البداية في حربه ضد المسيحيين، إلا أنه أحب امرأة مسيحية وتزوجها، ولهذا اعتنق الديانة المسيحية إرضاءاً لها.
3. الصراع بين الوهم والحقيقة:
● يتجلى هذا الصراع في شخصية مشلينا الذي رفض أن يصدق الواقع وأنه كان في زمن غير زمنه، ويرجع ذلك إلى حبه الشديد للأميرة ببريسكا.
● فقد حاول أن يتعايش مع ببريسكا ويتقبلها باعتبارها حبيبته القديمة، ولكنه يكتشف أن هذا وهم ويجب أن يفيق منه.
ملخص مسرحية أهل الكهف:
تحمل مسرحية أهل الكهف لمسة دينية، لأنها تربطنا بأحداث قصة أهل الكهف التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، ومن قبله في تراث اليهودية والمسيحية، وقد جاء ملخص هذه المسرحية كالتالي:
الفصل الأول:
● تبدأ أحداث المسرحية داخل كهف بداخله ثلاث شخصيات، وهم مشلينا ومرنوش ويمليخا، وقد هربوا من الملك دقيانوس الذي كان يضطهد أتباع الديانة المسيحية، وفروا إلى الكهف وناموا فيه لمدة ثلاث مائة عام، وقد استيقظوا بمعجزة خارقة.
● ذهب يمليخا لشراء طعام لهم وفي طريقه إلى المدينة قابل صياد وعرض عليه أن يشتري بعضاً من صيده، وأعطاه قطعة نقدية كانت معه، فظن الصياد أنه عثر على كنز وذهب ليخبر أهله بما حدث.
الفصل الثاني:
● يحدث انتقال للأحداث إلى قصر الملك الصالح، حيث يخبره غالياس بأن الشهداء الذين هربوا من الملك دقيانوس والذين تنبأت الكتب القديمة المقدسة بهم قد ظهروا، فأمر الملك بإحضاره واستقبالهم في قصره.
● يرغب كل واحد في أمر من الأمور، فيرغب ميلخا في رؤية غنمه التي ترعى في مكان لا يعرفه سواه، ويرغب مشلينا في لقاء حبيبته ببريسكا، بينما يرغب مرنوش في رؤية زوجته وابنه.
● يكتشف يمليخا الحقيقة بأنهم في زمن مختلف ويقرر العودة إلى الكهف، بينما يرفض مرنوش ومشلينا تصديق الحقيقة.
الفصل الثالث:
● اكتشف مرنوش بأن زوجته وابنه قد ماتا منذ وقت طويل جداً، واقتنع بأنه لا يوجد شيء يربطه في هذا العالم المخيف، وبعدها قرر بأن يرجع إلى الكهف لكي ينضم لمليخا.
● أما مرنوش فقد التقي بببريسكا وظن أنها حبيبته القديمة، ولكنها كانت حفيدتها التي تحمل نفس الشبه والاسم، فيظل في البداية مقتنعا بأنها حبيبته، ثم تأكد من أنها ليست هي.
الفصل الرابع:
● يبدأ هذا الفصل باستيقاظ الفتية من نومهم وهم يشعرون بالاختناق والإرهاق، ويستحضرون الأحداث التي مرت عليهم، ويفكرون في كونها حقيقة أم حلم.
● وقد اقتنع يمليخا بأنه لن يتمكن من استئناف حياته في هذا العصر الجديد، ويستسلم للأمر الواقع وهو الموت، وتبعه مرنوش فمات أيضاً، أما مرنوش فقد ظل متمسكاً بالحياة بسبب حبه لببريسكا.
● أحست ببريسكا بأنها تحب مرنوش فذهبت إليه بصحبة مربيها غالياس، وصارحته بحبها له ولكن كان الأوان قد فات، فقد كان مرنوش يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يخبرها بأنه سيلتقيها في الآخرة.
● قررت ببريسكا أن تظل في الكهف لكي تموت مع حبيبها، وعندما قدم الملك إلى الكهف قام بعض القديسون بأداء بعض الشعائر الدينية لتوديع الفتية، وإغلاق الكهف عليهم، وقد اقترح غالياس بترك 3 معاول داخل الكهف في حالة استيقاظه من نومه مرة أخرى وأرادوا الخروج من الكهف.
● رجع غالياس إلى الكهف مرة أخرى لكي يودع ببريسكا الوداع الأخير، فتخبره أنه إذا سأل أحد عن قصتها فيجب عليه أن يخبرهم بأنها ليست قديسة وإنما هي امرأة أحبت.
شخصيات مسرحية أهل الكهف:
تنقسم مسرحية أهل الكهف إلى شخصيات أساسية تدور الأحداث حولها، وشخصيات أخرى ثانوية تساهم في بناء الحكاية وتؤثر في مجرى الأحداث، وفيما يلي شرح مفصل لهذه الشخصيات:
1. الشخصيات الرئيسية:
● مشلينا: هو شاب حسن الطلعة يخلص لحبه وملكه، فبالرغم من أنه كان وزيراً للملك دقيانوس الوثني، إلا أنه كان يتبع الديانة المسيحية ويحب الأميرة ببريسكا ابنته، وهو يمثل رمز الإنسان المتفائل الذي يحب الحياة، فبالرغم من أنه علم بأنه كان في عصر آخر غير عصره إلا أنه كان يرغب في عيش قصة حبه، فالمهم لديه هو التجاوب بينه وبين ببريسكا لأن الحب هو قيمة الحياة.
● مرنوش: هو وزير موثوق في بلاط الملك الظالم، وهو متزوج ولديه ابن، وهو مرتبط بعائلته بدرجة كبيرة ويحاول أن يخفي أسرار عائلته عن جميع العيون، رغبة في المحافظة عليها، وأهم ما يميزه هو العقل الراجح والذكاء الشديد.
● ببريسكا: تمثل شخصيتين الأولى هي ببريسكا الجدة، والثانية هي ببريسكا الحفيدة، وقد جعل توفيق الحكيم لهما نفس الاسم ونفس شكل الوجه لكي يصنع عقدة للمسرحية من خلالها، فهي تمثل صورة للماضي وصورة للحاضر في نفس الوقت.
● يمليخا: هو راعي أغنام لا يملك عائلة سوى كلبه الوفي، كما أنه شخص صبور ومتدين ويحب مساعدة الآخرين، ولذلك فقد ساعد وزراء الملك على الهروب والاختبار داخل الكهف.
2. الشخصيات الثانوية:
● غالياس: هو معلم الأميرة ببريسكا وصاحب بصيرة واسعة ومتفتحة، لديه نقص في الاطلاع على الأمور الدينية، ولكنه كثير الاطلاع على مختلف العلوم الأخرى وخصوصا الكتابة القديمة، كان يتناقش مع الأميرة ببريسكا ويسمع حواراتها لكي يفهم الموضوع الذي تريد التعبير عنه.
● الملك المسيحي: هو الملك الصالح الذي ساعد أبطال المسرحية.
تعريف كاتب رواية أهل الكهف:
توفيق الحكيم شخصية عظيمة لها اسمها اللامع في سماء الأدب العربي، ولذلك يجب أن نتعرف على بعض التفاصيل المتعلقة به، وهي تتمثل في:
● تخرج من كلية الحقوق نزولا على رغبة والده، ولكنه كان يحب الأدب ويحضر العديد من المسرحيات.
● أطلق عليه لقب "رائد المسرح الذهني" لأن سيرته الذاتية حافلة بمسرحيات عديدة يصعب أداؤها على المسرح، لأنها تعتمد على الأفكار التي تحضر في ذهن القارئ، وليس على أداء الممثلين.
● عاصر عمالقة الأدب مثل العقاد وطه حسين ومصطفى صادق وأحمد أمين، وعمالقة الشعر مثل حافظ إبراهيم وأحمد شوقي، وعمالقة المسرح مثل الريحاني وجورج أبيض.
● حصل على جوائز وقلادات عديدة، كما أن أعماله الأدبية متنوعة بين المسرحيات والقصص والروايات والمقالات والنصوص والدراسات.
من هو أول من قام بإخراج مسرحية أهل الكهف؟
تم إخراج مسرحية أهل الكهف من جانب الفنان زكي طليمات.
ما هي اللغات التي تمت ترجمة مسرحية أهل الكهف إليها؟
تم ترجمة المسرحية إلى عدة لغات هي الإنجليزية والفرنسية والإيطالية.
من هم الأشخاص الذين خاض توفيق الحكيم معارك أدبية معهم؟
خاض الحكيم معارك أدبية ضد الاتجاهات الفكرية التي تخالفه، وأشهرها ضد مصطفى النحاس والشيخ المراغي.