ملخص مسرحية اوديب ملكا:
أحداث المسرحية كثيرة وسوف نحاول تلخيصها وذكر الأحداث المهمة بها التي تغيير مجرى الأحداث فنجد أن:
1. انتشار الطاعون واستدعاء اوديب:
● تبدأ المسرحية باستدعاء الملك أوديب لجوقة شيوخ طيبة وكذلك الكاهن، وذلك حتى يقدموا له النصيحة بشأن مرض الطاعون الذي سبب في عذاب أهل طيبة، وهذا الطاعون ابولو هو من بعثه لكي يدمر به المدينة.
● وأيضًا يقوم أوديب بإرسال صهره كريون إلى دلفي لاستشارة أوراكل في هذا الأمر، ليذكر الكاهن بأن السبب في هذه اللعنة هو قتل ملكهم السابق لايوس وحتى تزول اللعنة فلابد من قتل قاتله، وهنا يتعهد أوديب بقتله.
2. سؤال تيريسياس لمعرفة الحقيقة:
● بعدها يتم استدعاء تيريسياس النبي الأعمى، والذي يدعي بأنه يمتلك الإجابة عن جميع أسئلة أوديب ومع ذلك يرفض الكلام، وذلك لأنه يأسف عليه من معرفة الحقيقة وأنها لن تجلب له سوى الألم، ولكن عندما يتهمه أوديب بأنه متواطئ مع قاتل الملك السابق، فيستفز هذا الكلام تيريسياس ويقص عليه الحقيقة.
● ليتفاجأ أوديب بأنه هو القاتل، ولكنه لم يصدق كلام العجوز وهنا يغادر العجوز ليترك لغزا لأوديب وهو "قاتل لايوس سيكون أخاً وأباً له".
● ويعتقد أوديب بان تيريسياس متواطئ مع كريون لذا يطالب بإعدام كريون للتآمر ضده، لتخبره زوجته جوكاستا بأن ما يقوله المنجمون هي مجرد أوهام لا يجب تصديقها، وذلك لأنه قبل سنوات مع زوجها لايوس كانت هناك نبوءة بحدوث أمر ما ولكنها لم تتحقق.
● وقد كانت النبوءة لأن لايوس سيقتله ابنه، ولكن الجميع يعلم بأن الذي قتل لايوس هم قطاع طرق، وعند ذكر مكان قتل لايوس تنبه لهذا أوديب ليصبح لديه شك في حقيقة ما قاله تيريسياس، ولكن عندما يأتيه الرسول ويخبره بوفاة الملك بوليبوس، يرى أوديب بأن هذا قد يكون دليلا على عدم قتله لأبيه، ولكن هذا لم يمنعه من أن قد يكون هذا حقيقة يخشاها، وأن يكون قد اقترف مع زوجته سفاح القربى والتي قد تكون هي نفسها أمه.
3. معرفة أوديب الحقيقة:
● وفي محاولة من الرسول لتهدئة أوديب يخبره بأن الملك بوليبوس والملكة ميروب ليسا والديه الحقيقين في جميع الأحوال، ليخبره الرسول بأنه هو من أخذه واعتني به واعطاه للملك بوليبوس لكي تبناه، وهو نفس الشخص الذي كان شاهدا على مقتل الملك لايوس
● في هذا الوقت تدرك جوكاستا الحقيقة، وتتوسل لأوديب أن يكف عن طرح المزيد من الأسئلة ولكن مع تهديدات أوديب للرسول بالإعدام، ليتضح بعدها بأن أوديب هو الطفل الذي تخلى عنه لايوس وأن جوكاستا هي أمه واعطته للراعي.
● لتنكشف الحقيقة المؤلمة التي كانت تعتقد جوكاستا بأنها لن تحدث أبدًا، وهنا يقوم أوديب بلعن نفسه وأن مصيره مأسويًا لم يكن يتوقع ان يحدث كل هذا له، اما الراعي فيندب على هذا الرجل العظيم الذي سقط من القدر، وتدخل الخادمة لتخبر أوديب بأن جوكاستا بمجرد معرفتها للحقيقة ذهبت إلى غرفتها وشنقت نفسها لأنها لم تكن لتتحمل هذا الأمر.
4. حيرة أوديب وماذا سيفعل في النهاية:
● ويقوم أوديب بشيء من الهذيان بطلب سيف لكي يقتل نفسه ويصيح بأعلى صوت حتى يصل إلى جثة جوكاستا، ومن ثيابها يأخذ بعض الدبابيس الذهبية ويجعلها تستقر في عيناه، ليصبح بعدها أعمى.
● وبعد أن يصبح كفيفا يتوسل ليتم نفيه، ويطلب من كريون صهره أن يعتني بأولاده، متأسفا على حالهم وأنه لم يكن يحب أن يولدوا في مثل هذه العائلة الملعونة ولكنه قدرهم الذي لا يمكن تغييره.
ولكن كريون يصر على بقاء أوديب في القصر وذلك حتى يأخذ استشارة الأوراكل فيما هو أفضل بالنسبة له.
ما الهدف من قصة اوديب ملكا؟
أوديب مالكا هي اسطورة تاريخية حيث تم وصفها بأنها تصوير رمزي لظاهرة نفسية توجد بين جميع البشر وهي ارتباط الطفل بأمه وخاصة الطفل الذكر، والتي فيما بعد قد تكون ظاهرة مرضية لا يمكن الشفاء منها.
ما هي عقدة أوديب؟
عقدة أوديب هو مصطلح يتم استخدامه بشكل شائع فيا يخص التطور الجنسي والنفسي ليسجموند فرويد وهو اول من طرحه عام 1899م، ولكن هذا المصطلح لم يتم استعماله رسميًا حتى 1910 م، وهذه العقدة تشير إلى غيرة الطفل من أبيه نتيجة انجذابه الشديد إلى أمه.
متى تنتهي عقدة اوديب؟
عقدة أوديب تنتهي بمجرد أن يفهم الطفل بأنه مهما فعل لن يتمكن من أن يحل محل أبيه، ويكون ذلك تقريباً في عمر 5 أعوام للطفل، لذا يدفعه هذا الأمر لكي يبحث عم عن الفتاة التي تشبه والدته، وهذه العقدة موجودة في الفتيات أيضًا حيث تبحث الفتاة عن شخص يشبه والدها فهي حلقة مفرغة لا أحد يعلم متى تنتهي.
تحليل الشخصيات في مسرحية أوديب:
لكل شخصية من شخصيات أوديب تأثير قوي على محور الرواية ولهذا نقدم تحليل كل شخصية على حدى:
1. أوديب:
وهو بطل الرواية فهو ملك مدينة طيبة، ويتميز بالذكاء ولديه القدرة على حل الألغاز، ولقد أصبح ملكا على الدولة نتيجة حله للغز أبو الهول، ومعنى اسمه هو "القدم المتورمة" وعلى الرغم من ذكائه إلا أنه يجهل تمامًا حقيقته، ولقد قام بقتل أبيه الحقيقي دون علمه بذلك وأيضًا تزوج والدته.
2. جوكاستا:
وهي أم أوديب وفي نفس الوقت هي زوجته، ولقد حاولت بشتى الطرق أن تصنع السلام بين زوجها أوديب وبين أخيها كريون، كما أنها كانت تحاول إقناع زوها الأول عدم تصديق نبوءة تيريسياس وأنها ما هي إلا كذبة يرويها العجوز.
3. أنتيجون:
وهي ابنة أوديب من زوجته جوكاستا وبالتالي فهي اخته في نفس الوقت، بعد أن يصبح أوديب كفيفا فهي التي تتكفل به، وكانت من الشخصيات الواضحة في المسرحية والتي تتمتع بالشجاعة التي لا يمتلكها الكثيرين، فهي دائمًا مقتنعة بأنها تفعل الصواب ولا تشعر بالخجل من أي أمر تفعله.
4. كريون:
هو صهر أوديب وفي نفس الوقت خاله، يدعي بأنه لا يحب السلطة ولا يرغب في الملك، ولكن عندما تتاح له فرصة الاستيلاء على الحكم فهو يتمسك بها ويبلغ من الحماس أقصاه، فهو ليس لديه مانع أن يقاتل أبناء أخته في مقابل الحصول على الملك، فهو شخصية متسلطة بيروقراطية، وعلى الرغم من ذلك فهو صديق وفي لأوديب، وفي نهاية المسرحية تجده متعاطفًا معه ولا يريد نفيه لأي مكان.
5. بولينيكس:
هو الابن الأصغر لأوديب وأيضًا أخاه، لا يظهر كثيرًا داخل المسرحية، فهو يظهر في بعض لقطات ومن أهمها انه يطلب البركة من والده قبل أن يذهب للقتال على حكم طيبة مع إتيوكليس، وجميع كلمات بولينيكس انتهازية جارحة، وهي حقيقة يعلمها أوديب جيداً عن ابنه.
6. تيريسياس:
وهو عجوز أعمى هو الذي تنبئ بمصير اوديب كما أنه تمنت استشارته لمعرفة سبب الطاعون الذي أصاب مدينك طيبة.