قصة النبي مع الوليد بن المغيرة

قصة النبي مع الوليد بن المغيرة

قصة النبي مع الوليد بن المغيرة
هو "الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر المخزومي القرشي"، وهو أحد أهم القيادات في العصر الجاهلي لقبيلة قريش، وهو والد الصحابي "خالد بن الوليد"، ولقبه هو "أبا عبد الشمس"، كان يمتلك قدرات قتالية عالية وكان من أغنى التجار بمكة، ورغم أنه من قادات قريش إلا أنه الوحيد منهم الذي لم يشرب الخمر مطلقًا.


قصة النبي مع الوليد بن المغيرة:

● كان الوليد بن المغيرة صاحب بصيرة قوية، وكان هو من قام بعرض فكرة مقايضة الرسول صلى الله عليه وسلم لترك ما يدعوا إليه مقابل الكثير من الأمور.

● حيث استشار أهل مكة في الذهاب إلى الرسول وأن يعرض عليه بعض الأمور عله يستجيب لأحدها، فوافق الجميع على ذلك.

● حينها ذهب الوليد بن المغيرة إلى رسول الله، وقال له بأنه بسبب الدين الذي أتى به فقد فرق بين جماعتهم، وسفهت به أحلام قومه، وهنا عرض الوليد العديد من العروض على النبي وإحدى هذه العروض هي:

1. إن كان النبي يريد مالًا، جمع له الأموال من أكابر مكة ليصبح أكثرهم مالاً.

2. وإن كان يريد شرفًا جعله سيدًا عليهم فلا يمكنهم أخذ أي قرار دون الرجوع إليه.

3. وإن كان الذي هو فيه بسبب مرض ما بذلوا أموالهم في معالجته

● وقد كان الوليد يعتقد بأن النبي صلى الله عليه وسلم سيوافق على أحد هذه العروض ولكن في النهاية رفض النبي صلى الله عليه وسلم هذه العروض وعاد الوليد من عنده خائبًا.


قصة الوليد بن المغيرة مع بلاغة القرآن:

● بعد سماع الوليد بن المغيرة آيات القرآن، يناشد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يرحمه ويكف عن القراءة، وذلك خوفًا من الوعيد والتهديد الذي تضمنته آيات القرآن، حيث أدرك وقتها أن القرآن ليس من كلام البشر ولا يمكن لأحد أن يقوم بتأليفه.

● وحين ذهب إلى قومه أخبرهم بأنه ليس هناك من هو أعلم منه من الأشعار ولا بالرجز ولا بالقصائد ولا حتى إشعار الجن، ولكن ما سمعه من قرآن لا يشبه أي شيء من هذا وحينها قال جملته الشهيرة: 

"إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمثمر وإن أعلاه لمغدق، وأنه يعلى ولا يعلى عليه".

● ومعنى هذه الكلمات بأن القرآن الكريم يجذب سامعه حيث يخلب العقول والأرواح، وهو محلى بالألفاظ والأنغام المقبولة، فهو كشجرة مليئة بالثمار جذورها متشعبة في الأرض على أعماق بعيدة جدًا.

● هنا أحست قريش بأن محمد قد سحر الوليد، ونصحهم بأن يتركوا النبي وشأنه وأن يعتزلوه.


قصة الوليد بن المغيرة مع سورة فصلت:

● بعدما فرغ الوليد بن المغيرة من تقديم كافة العروض التي كان يعتقد بأنها ستكون سبباً في إغواء النبي صلى الله عليه وسلم، نزل فيه سورة فصلت.

● حيث قام الرسول بتلاوة سورة فصلت من قوله تعالى: 
"حم* تنزيل من الرحمن الرحيم *كتاب فصلت آياته قرآنا عربياً لقوم يعلمون" إلى قوله تعالى "فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود".

● وكان هذا هو رد القرآن الكريم على الوليد بن المغيرة فكان هذا بمثابة إنذار وتهديد له والمشركين بأن يضربهم الله بصاعقة الأقوام من قبلهم وهم قوم عاد وثمود، وهنا تأثر الوليد بذلك وعلم بأن ما يتلوه النبي هو من وحي الله عز وجل.


قصة الوليد بن المغيرة مع سورة المدثر:

● وبعد اعتراف الوليد بن المغيرة بحلاوة القرآن، بأنه ليس سحرًا وليس محمد بمجنون، إلا أنه ادعي بأن القرآن سحراً وذلك خوفًا من على سلطانه وجاهه وملكه.

● وهنا أنزل الله في حقه بعض الآيات من سورة المدثر وهي قوله تعالى:
"إنه فكر وقدّر* فقتل كيف قدّر* ثم قتل كيف قدّر* ثم نظر* ثم عبس وبسر* ثم أدبر واستكبر* فقال إن هذا إلا سحر يؤثر* إن هذا إلا قول البشر* سأصليه سقر* وما أدراك ما سقر* لا تبقي ولا تذر* لواحة للبشر* عليها تسعة عشر"

● ومن قبلها توعده الله بالعذاب في بداية السورة حيث قال تعالى:
"ذرني ومن خلقت وحيداً* وجعلت له مالاً ممدوداً* وبنين شهوداً* ومهدت له تمهيداً* ثم يطمع أن أزيد* كلا إنه كان لآياتنا عنيداً* سأرهقه صعوداً"

● ومعنى صعوداً: جبل في جهنم وذلك عقابًا من الله على تكبره ونكرانه لنبوية محمد رغم علمه بالحقيقة.


نسب الوليد بن المغيرة وعائلته:

● ولد الوليد في مكة عام 527 ميلادياً، وهو قائد قبيلة مخزوم وكبيرها، فكانت قبيلته هي المسؤولة عن كافة أمور الحرب ومعلقاتها، وكان هو من أمهر المقاتلين وأبرزهم حتى بعد تقدمه في العمر.

● كان يشتهر بقوته البدنية ووسامته وكرمه الشديد وشدة عدائه للإسلام، هو والد "خالد بن الوليد" سيف الله المسلول.

● كان قد نعمته الرسول صلى الله عليه وسلم يتسع من الصفات جميعهم كانت فيه إلا واحدة لا يعرفها وهي "زنيم" أي لقيط، ولهذا ذهب إلى أمه يسألها وهنا تأكد من صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأنه ابن لراعي أخطأت معه امه، وليس بن المغيرة من صلبة.

● وقد فعلت أمه ذلك خوفًا على أموال أبيه من الضياع.


لماذا سمي الوليد بن المغيرة بالوحيد؟

هذا اللقب كان يلقب به الوليد بن المغيرة في قريش وذلك لتفره بالعديد من المزايا التي لم تكن في الكثيرين من أقوام قريش، وهذه المزايا هي، طبقته الاجتماعية وكثرة الولد، ومجد أبيه ومجده وسعة المال وكان الجميع يأخذ برأيه ومشورته.


حياة الوليد بن المغيرة قبل الاسلام

البعض لا يتذكر الكثير من المعلومات عن الوليد بن المغيرة وخاصة حياته قبل الإسلام حيث أن الوليد كان:

● من سادات قريش وأغناهم، فكان يمتلك الكثير من المراعي والمناجم.

● وكانت تجارته كبسرة بسبب الأموال الطائلة التي كان يمتلكها فكانت القافلة الواحدة له بها نحو 100 من الإبل، وكان لا يدخلها جميعًا من بوابه واحدة فكان يقسمها لتدخل من جميع أبواب مكة.

● هو الذي تكفل بإعادة بناء الكعبة وكان قدم لها الكسوة عاماً وعام.

● من صفاته المحمودة قبل الإسلام انه حرم على نفسه شرب الخمر.

● خلال موسم الحج كان يذبح 10 إبل للحجيج.


هل أسلم الوليد بن المغيرة؟

رغم تأثر الوليد بما تلاه النبي صلى الله عليه وسلم من سورة فصلت إلا أنه أنكر نبوة سيدنا محمد وأطلق عليه لقب ساحر، ولهذا أنزل له قصته في سورة المدثر، لأنه فكر في جاهه وسلطانه وأنكر دين الله رغم علمه بالصواب.


وصية الوليد بن المغيرة:

وقت وفاة الوليد بن المغيرة كان يحضر المشهد أولاده وهم"خالد بن الوليد، الوليد بن الوليد، وهشام بن الوليد".

وفي هذا الوقت أوصى الوليد أولاده بثلاث وصايا وهي:

1. أن بني خزاعة ليسوا من قتلوه فلا يقتصون منهم وهم أبرياء من دمه.

2. ولا تدعوا رباي في تثقيف إلا واخذتموه.

3. وصداق المرأة التي تزوجها، حيث زوجه "أبي ازيهر الدوسي" ابنته ومنعها عنه فمات ولم يدخل بها.

وبعدها توفي الوليد حيث توفي بعد 3 أشهر من الهجرة النبوية عن عمر 95 عاما، ودفن في منطقة الحجون في مكة.


كيف مات الوليد بن المغيرة؟

توفي الوليد بسبب جرح أصابه في كعب رجله وبقا سنينًا يتعالج منه إلا أن مات بسببه، وكان السبب في هذه الإصابة هو رجل من قبيلة خزاعة، حيث تعلق سهم هذا الرجل في إزاره فخدش قدمه، ولهذا اوصي الوليد أبناءه بعدم القصاص من بني خزاعة لأن الإصابة لم تكن مقصودة.
تعليقات
ليست هناك تعليقات




    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -