قصة الرسول مع وحشي بعد اسلامه:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب عمه حمزة بن عبد المطلب كثيرا، ولما استشهد سيدنا حمزة حزن الرسول عليه كثيرا، وهذا هو موقف سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عندما قابل قاتل سيدنا حمزة لأول مرة:
● التقى النبي صلى الله عليه وسلم بوحشي عندما جاء إليه مسلما، وقد كانت هذه الحادثة بعد إسلام جميع أهل الطائف مباشرة.
● فقال الوحشي: لقد قمت بالخروج مع هؤلاء القوم حتى قدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأى الرسول الوحشي قال له: أنت الوحشي؟ فرد عليه الوحشي قائلا: نعم أنا هو، قال له النبي: أنت قتلت حمزة؟ قال الوحشي: قد كان من الأمر ما بلغ.
● عندما قال الوحشي ذلك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تستطيع أن تغيب وجهك عني؟ بعدها خرج الوحشي.
● وجاء ذات يوم حرب بين المسلمين ومسيلمة الكذاب، قال الوحشي آن ذاك: لأخرجن على مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة.
● بعدها خرج الوحشي مع الجنود إلى الحرب، ثم بدأ يبحث عن مسيلمة الكذاب فإذا به يجد رجل يشبه جمل أوراق ويكون ثائر الرأس.
● قام الوحشي برميه بالرمح الخاص به، فجاءت بين ثدييه بعدها خرجت من المنطقة التي بين الكتفين، بعدها جاء رجل من الأنصار فضربه صالة أخرى قاضية.
● وعندما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بما فعله الوحشي قال: دعوة فالإسلام رجل واحد أحب إليّ من قتل ألف كافر.
هل وحشي صحابي؟
يتساءل الكثير حول هل كون الوحشي صاحبي أم لا وخاصة بعدما قال له الرسول صلى الله عليه وسلم عل تستطيع أن تغيب وجهك عني، ولكن جاء الرد من أهل السنة وكذلك أهل الجماعة عن حقيقة إذا كان الوحشي صحابي أم لا، وقد جاء الرد على النحو التالي:
● في البداية علينا معرفة أن الصحابي وحشي مثله كمثل غيره من الصحابة.
● وقد قام الوحشي بقتل سيدنا حمزة قبل إسلامه في غزوة أحد.
● ونحن نعرف جميعا أن الإسلام يجب ما قبله، ومن نوى الهوية يتوب الله عليه، ولا شك ولا نقاش في هذا الكلام.
● وعلينا معرفة أن أهل السنة يوالونه ويترضون عنه مثل باقي الصحابة، أي يقولون رضي الله عنه.
● ولكن في هذه القصة وموقف الرسول صلى الله عليه وسلم مع الوحشي دلالة على شيء وهو: أنه يستطيع أي شخص وبطبيعة الحال أن يقوم بكراهية أي شخص قام بأذية أحد أقربائه أو أي صديق له، ولكن موقف الرسول مع الوحشي لم تقع الهجرة بينهما كثيرا، وهذا لأن الإسلام يهدم جميع ما قبله.
حديث وحشي في البخاري:
في رواية البخاري توجد قصة قتل الوحشي لسيدنا حمزة، ومن أمر بذلك ولماذا أمره بذلك، وجاءت هذه القصة على النحو التالي:
● في يوم من الأيام كان جعفر بن أمية وعبد الله بن عدي يسيرون فلما توجهوا إلى حمص، قال بن عدي لابن أمية: هل لك في الوحشي نسأله كيف قام بقتل حمزة؟ فرد عليه الآخر قائلا نعم.
● وفي هذا الوقت كان الوحشي يسكن في حمص، فلما قاموا بالسؤال عنه رد عليه أحدهم قائلا لهم: هو ذاك في ظل قصره.
● فذهبوا إليه مباشرة ووقفوا أمامه وألقوا عليه السلام، فقال له عبد الله بن عدي: ألا تخبرنا بقتل حمزة.
● رد الوحشي عليه وقال: إن حمزة قام بقتل طعيمة بن عدي في غزوة بدر، بعد ذلك قال له سيده جبير بن مطعم إن قمت بقتل حمزة فاعلم أنك حر.
● بعدها جاءت غزوة أحد فقال: خرجت مع الناس للقتال، فلما اصطف الجنود للقتال هرج أجل يدعى سباع وقال هل من مبارز، فخرج له سيدنا حمزة وقال له يا سباع أتتحدى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقام لسيدنا حمزة بقتله.
● بعدها اشتد الحرب بين المسلمين وكفار قريش، في هذا الوقت كان يبحث الوحشي عن سيدنا حمزة بين الجنود فوجده يقاتل بكل شجاعة.
● قال فرميت عليه بالرمح فاستقر الرمح في ثنته ثم خرجت من منطقة بين وركيه.
● وعندما ذهب إلى مولاه يخبره بقتل سيدنا حمزة، فأعطاه حريته، بعدها أقام الوحشي بمكة حتى انتشر فيها الإسلام انتشاراً واسعا، في هذا الوقت قام بالخروج إلى الطائف وعندما جاء أهل الطائف إلى الرسول ليعلنوا إسلامهم جاء معهم الوحشي، وبعدها دار الحوار بين الرسول صلى الله عليه وسلم والمشي والذي قمنا بذكره بالتفاصيل.
ما هي الآية التي نزلت في وحشي؟
نزلت آية على الوحشي في سورة الفرقان الآية رقم 68 قول الله- عز وجل-" والّذِين لا يَدْعون معَ الله إلَها آخر ولا يَقْتُلون النّفْس الّتي حرّم اللهُ إلاّ بِالحقٌ ولا يَزْنُونَ ومن يفْعل ذلك يلْقَ أثَاما".
هل الرسول لم يسامح الوحشي؟
لقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتطبيق شرع الله وقد قبل إسلام الوحشي، أما عن حقه الشخصي فلم يتنازل عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا لأنه مازال موجوع منذ أن قام بفقد عمه حمزة، وقد كان العفو من صفات النبلاء وكان النبي يتصف بصفة النبلاء، ولكن العفو أمر والود أمر آخر.
كيف مات وحشي؟
جاءت روايتين عن سبب موت الوحشي، ولكن هناك رواية أصدق من الأخرى وقد قيل إن أحد هذه الراوية لا تمت الواقع بأي صلة وأنها غير صحيحة أبدا، ولكن سنقوم الآن بعرض لكم الروايتين:
● جاءت في الرواية الأولي وهي مثبته وصحيحة بنسبة كبيرة جدا وهي: أنه روي عن أحد الصحابة أنه قال" إن وحشي شهد اليرموك ثم سكن حمص ومات بها في خلافة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه"، ولم يتم ذكر أي شيء عن الرواية الأخرى، فقد قام الوحشي بإعلان إسلامه بصدق بعدما قام المسلمون بفتح مكة مباشرة، وقد حاول تعويض ما فعله بقتل سيدنا حمزة بقتل مسيلمة الكذاب خلال حروب الردة.
● أما الرواية الثانية وهي أن أحدا من الناس أشاع أن الوحشي رضي الله عنه مات بسبب كثرة شرب الخمر والعياذ بالله، ولكن هذا الأمر ضعيف جدا، ويوجد إثبات على ذلك وهو: أن الوحشي توفي في عهد سيدنا عثمان وتم دفنه في مدينة حمص، ويوجد كذلك قبره بجانب قبر سيدنا ثوبان الذي كان خادما للرسول صلى الله عليه وسلم.
لماذا سمي حمزة بن عبد المطلب أسد الله؟
لقب سيدنا حمزة بهذا اللقب لأنه كان يتسم بصفات الشجاعة وقد كان رضي الله عنه يقاتل بسيفين، وقد كان الناس ينذهلون من قدرته في القتال، وقد قال سيدنا حمزة عندما كان يقاتل المشركين في غزوة أحد: أنا أسد الله ورسوله.