قصة الرسول مع أهل الطائف

قصة الرسول مع أهل الطائف

قصة الرسول مع أهل الطائف
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعمل جاهدا من أجل نشر الدعوة الإسلامية على نطاق واسع، ولهذا قام بالذهاب إلى أهل الطائف وأيضًا بسبب أسباب أخرى سنقوم بذكرها بعد قليل، فقد صبر الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يستسلم للأذى الذي تعرض له. بخصوص قصة الرسول مع أهل الطائف، فقد هم الرسول بالذهاب لأهل الطائف مع زيد بن حارثة لدعوتهم بعد عام الحزن، لكنهم رموا عليه الحجارة ونهروه، لكنه عفا عنهم عسى أن يخرج من بين ظهورهم مسلمين.


قصة الرسول مع أهل الطائف:

كان بذهاب الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل الطائف لدعوتهم للدين الإسلامي مواعظ كثيرة وعبر، وسنقوم بذكر لكم هذه المواعظ قبل أن نخوض في تفاصيل أكثر عن رحلة الرسول إلى الطائف:

● توجه سيدنا محمد إلى أهل الطائف بعدما أعرض من هم بمكة عن الدين الإسلامي ولا يستجيبوا له، وهذا دليلا على عدم استسلام الرسول صلى الله عليه وسلم وحرصه الدائم على دعوة الناس إلى الدين الحق.

● من خلال ما تعرض له الرسول من أي من سادات ثقيف واسيادها وتسامح النبي معهم، يدل على مدى احترام الرسول صلى الله عليه وسلم للآخرين وتميزه بالأخلاق الحسنة.

● لجوء الرسول صلى الله عليه وسلم وقت تعرضه للأذى إلى الله- عز وجل- وهذا يدل على صدق الرسول في تلك الدعوة المباركة، وقد كان الرسول يدعو بالهداية للجميع حتى لا يسقط غضب الله عليهم.

● ويوجد قصة الصحابي عداس الذي قام بقول الشهادتين على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت قصة إسلامه أنه سمع ما حدث في رحلة الرسول إلى الطائف.


من كان مع الرسول في الطائف؟

رافق الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة الصحابي زيد بن حارثة، وهذه هي قصة سيدنا زيد باختصار مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

● كانت القبيلة التي يُقيم بها سيدنا زيد تعرضت للهجوم، فأُخذ سيدنا زيد وتم بيليه٣ لرجل يسمى حكيم بن حزام، وقام هذا الرجل بإهداء سيدنا زيد إلى السيدة خديجة، وقامت السيدة خديجة بدورها بإهدائه للرسول صلى الله عليه وسلم.

● فلما علم أهل سيدنا بأن ولدهم عند النبي جاءوا لأخذه، ولكن سيدنا زيد رفض وبشدة العودة معهم وقال أنا عند أكرم والد، فقام الرسول صلى الله عليه وسلم بقول: شاهدوا يا من حضر أن زيد ابني أرثه ويرثني، وعند هذه النقطة أطمئن عم ووالد سيدنا زيد فاصرفوا.

● وعندما قام النبي صلى الله عليه وسلم بالذهاب إلى الطائف لم يقم باصطحاب سيدنا أبو بكر الصديق حتى لا يقوم بلفت الانتباه إليهم، بل أخذ شابا يصطحبه معه أينما ذهب رحلت الشديد له، فقد كان سيدنا زيد يتعرض لكثير من الأذى عندما كان أهل الطائف يلقون عليهم الحجار حتى لا يتأذى الرسول صلى الله عليه وسلم.


البستان الذي جلس فيه الرسول في الطائف:

سنعرض لكم الآن قصة ذهاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهل الطائف وكم الأذى الذي تعرض له الرسول منهم آن ذاك:

● كان الحزن تزايد على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاة زوجته السيدة خديجة، والتي كانت عونا له في هذه الدعوة، وما لبث إلا ومات عمه أبو طالب الذي كان يحميه من أهل قريش، وقد تزايد حزن الرسول خاصة أن عمه قد مات وهو على الشرك ولم يرون بالله ولا برسوله.

● بعد وفاة أبو طالب قامت قريش باستغلال هذا الموقف وزادت من إيذائها للرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان عم الرسول أبو لهب من أكثر الناس عداوة أكرهه له، وقد قيل بأنه كان في وقت تأدية الرسول لمراسم الحج كان يذهب خلفه ويرميه بالحجار.

● بعد ما ضاقت على الرسول مكة فكر في حل آخر لنشر الدين الإسلامي، ولهذا جاءت فكرة الذهاب إلى الطائف، وكانت مدينة الطائف مكانا مهما لأهل قريش وخاصة أسيادها، حيث كانوا يمتلكون في الطائف دورا وكذلك أراضي كثيرة.

● دعا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون أهل الطائف أحسن حالا وقبوله من أهل مكة، فقام الرسول بالذهاب على أقدامهم وهذا لكيلا يظن أهل مكة أنه يريد الخروج والذهاب من مكة.

● بعدما أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم الحيطة والحذر، جاء لأهل الطائف وهو يمتلك أملاً كبيرا أن تكون هذه الأرض أرض سلام للإسلام والمسلمين، ولكن كانت الصدمة هنا!!

● بدأ سيدنا محمد بأسياد القوم وأعيانها وهذا لأن الأمر ينتهي إليهم في النهاية، وقام بدعوتهم للإسلام والتوحيد ولكن كان الرد قاسيا، حيث قالوا للرسول: أخرج من أرضنا ولا تعود إليها أبدا، ولما يكتفوا لما قالوه فقط بل قاموا بتسليط عبيدهم بالسير وراء الرسول صلى الله عليه وسلم ويسبونه ويرمون عليه الحجار، وأثناء قيامهم بذلك أُصيبت قدم النبي وسالت منها الكثير من الدماء.

● تعب سيدنا محمد وأصابه الحزن والتي فسقط النبي على وجهه الكريم، لم يبق النبي إلا على قول سيدنا جبريل عندما أخبره أن الله -عز وجل- بعد له ملك الجبال يقول له: "إن شئت يا محمد أن أطبق عليهم الأخشبين"، ولكن النبي أجاب عليه بالعفو عنهم حيث قال 
"أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا شريك به شيئا".

● استمر على ذلك أهل الطائف في أذية النبي، حتى اضطر النبي إلى الجلوس تحت شجرة ليأخذ منها الراحة وكانت في بستان رجل يُدعى عتبة وأخوه شيبة ابن ربيعة، وفي هذا الوقت دعا النبي بهذا الدعاء" اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل علي غضبك أو أن ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة الا بك".

● في هذا الوقت سمعه البستاني الذي يسمى عداسا وقام على خدمة الرسول وأحضر له طبقاً من العنب، بتأثر هذا البستاني لما قاله الرسول وقام بنطق الشهادتين وأسلم، فكان هذا أول من آمن من أهل الطائف.


عودة الرسول من الطائف إلى مكة:

رجع الرسول صلى الله عليه وسلم من الطائف مهموما لما حدث وعد موافقة أهل الطائف بإتباع الدين الإسلامي، فقرر الرسول صلى الله عليه وسلم العودة إلى مكة مرة أخرى، وهذا ما حدث عند دخول الرسول إلى مكة:

● عند قول سيدنا زيد لرسول الله كيف ندخل إلى مكة وقد أخرجونا منها، قام النبي بالرد عليه قائلا: إن الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا وإن الله ناصر دينه.

● وعندما أقبل الرسول على دخول إلى مكة أخذه مُطْعَم بن عدي إلى جواره، فقام بحماية الرسول حتى دخوله إلى مكة وقام بجمع رجاله لحماية الرسول كذلك.


في أي عام ذهب النبي إلى الطائف؟

ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف في شهر شوال من العام العاشر للبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم.


لماذا لم يدع الرسول على أهل الطائف؟

لم يقم النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء على أهل الطائف بالرغم من كل ما تعرض له من أذى، وهذا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يتصف بصفات المسامحة والعفو، وقد رجى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخرج من بين ظهورهم مسلمين يقولون لا إله إلا الله.


ماذا قال الرسول عن المُطْعَم بن عدي؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم:" لو كان المُطْعَم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النّتنى لتركتهم له".
تعليقات
ليست هناك تعليقات




    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -