قصة الصحابي مصعب بن عمير

قصة الصحابي مصعب بن عمير

قصة الصحابي مصعب بن عمير
الصحابة هم الذين بذلوا أموالهم وأنفسهم في سبيل الله، وحرصوا على توصيل رسالة رسوله ودافعوا عن دينه، ولذلك فهم يستحقون أن نتعرف على قصصهم وسيرتهم لنعرف تضحياتهم العظيمة وبطولاتهم الكثيرة، ويعتبر الصحابي "مصعب بن عمير" هو علم من أعلام الأمة الإسلامية، وأحد أفضل الصحابة وأخيرهم، فقد كان من أوائل المسلمين الذين استجابوا للدعوة، وكان حريصاً على انتشارها في كل مكان.


قصة الصحابي مصعب بن عمير:

بخصوص قصة الصحابي مصعب بن عمير، فقد بايع الرسول في العقبة، على الرغم من أذى أمه له نفسيا وماديا وجسديا لكي يعود كافرا، وثبت في معركة أحد إلى أن استشهد، وتوضح قصة الصحابي "مصعب بن عمير" مدى حبه وولائه للإسلام، فهي تأتي كالتالي:

1. معلوماته الشخصية:

● اسمه هو "مصعب بن عمير بن قصي القرشي" وكنيته هي "أبو عبد الله" واسم زوجته هو "حمنة بنت جحش" وهي تنتمي إلى قبيلة بني أسد.

● أمه هي "فاطمة العامرية" وكنيتها هي "أم خناس" وكانت امرأة ذات قوة ونفوذ وسيادة.

2. حياته قبل الإسلام:

● كانت أمه تمتلك أموال كثيرة، ولذلك انعكس هذا على حياته، فكان يرتدي أفضل وأغلى الملابس، ويتعطر بأطيب العطور، وكان زينة شباب قريش، حتى لقّبه الناس باسم "أعطر أهل مكة".

● كان جميل الهيئة، كريم الأخلاق، وكان المدلل لدى والديه، وكانت أُمه تُحقق له كل ما يتمناه.

3. إسلام مصعب بن عمير:

● كان الرسول يجتمع مع أصحابه في دار الأرقم، لكي يُعلمهم الكتاب ويُلقنهم العبادات، وكان مصعب يرى كل هذا ويوازنه ببصيرته وعقله وفطرته النقية.

● فقد كان ينبذ الكفر ويكره أهله، ورأى محاسن الدين الجديد، ولذلك فقد ذهب من تلقاء نفسه إلى دار ابن الأرقم لمقابلة النبي ليعلن إسلامه ليتعلم منه أمور الدين.

● ولكنه كان يخاف من أمه كثيراً ولذلك فقد كتم إسلامه، وكان يتردد على الرسول سراً، حتى رآه عثمان بن طلحة وأخبر أهله عن إيمانه فحبسوه.

● هاجر الهجرة الأولى إلى الحبشة والهجرة الثانية إلى المدينة، وقد شهد مع الرسول غزوة بدر وغزوة أحد، وكان يحمل راية الرسول معه.

4. سفر مصعب إلى المدينة:

● بعثه الرسول مع 12 رجل من الأشخاص الذين بايعوه خلال العقبة الأولى إلى المدينة المنورة، لكي يتفقه أهلها منه ويتعلموا القرآن الكريم، فكان أول صحابي يُصلي صلاة الجمعة في المدينة، وقد أقام في بيت "أسعد بن زرارة".

● اختاره الرسول للبعثة لزهده وكرم خُلقه ورجاحة عقله وحُسن أسلوبه ودوامه على الإخلاص، وكان قد سافر من قبل إلى الحبشة فاعتاد مفارقة الوطن والبعد عن الأهل، وأيضاً لكونه أكثر الصحابة حفظاً وفهماً للقرآن وما جاء فيه.

● وقد نجح نجاحاً منقطع النظير في هذه البعثة، فعندما ذهب إلى المدينة كان عدد المسلمين 12 رجل، وخلال موسم الحج الثاني بعد بيعة العقبة، أرسل المسلمون في المدينة وفداً إلى مكة للقاء الرسول لكي ينوب عنهم ويمثلهم، وكان عدد أعضائه 70 مؤمناً ومؤمنةً، وذلك تحت قيادة الصحابي "مصعب بن عمير".

5. موقفه مع أخوه "أبو عزيز":

● بعدما انتهت غزوة بدر كان "أبو عزيز بن عمير" أخو "مصعب بن عمير" أسيراً لدى رجل من الأنصار.

● فأخبره مصعب بأنه يجب أن يتمسك به، لأن أمه كثيرة المال في مكة، وسوف تدفع ما يطلبه منها.

● فقال له أخوه بأن هذه طريقته لكي يُوصي به وهو أخوه، فرد عليه مصعب بأن الرجل الأنصاري هو أخوه قبله.

● وعندما عرفت أمه هذا بعثت 4000 درهم لكي تفدي ابنها به، وكان هذا أغلى مبلغ تم دفعه.


قصة مصعب بن عمير مع والدته:

كانت أم مصعب تحبه كثيراً، وعندما علمت بإسلامه حاولت أن تقنعه بترك الإسلام بطرق عديدة غاية في القسوة، وبالرغم من تعرضه لجميع أنواع الأذى إلا أنه ضرب لنا مثلاً رائعاً في التمسك بالدين والثبات عليه مهما كثرت الفتن وتنوعت، وأبرز أشكال الأذى الذي تعرض له هو:

1. الأذى النفسي: 

قالت أمه بأنها لن تأكل ولن تشرب ولن تلبس خمار حتى يدع ما هو عليه، ولكنه لم يعبأ لها.

2. الأذى المادي: 

تم قطع جميع الموارد المالية عنه، حتى أصبح لا يعثر على ما يلبسه سوى فروة من الجلد لا تكاد تواريه، وعندما رآه النبي بكى على النعمة التي كان فيها قبل الإسلام، وعلى الوضع الذي أصبح عليه، وقال عنه بأن الله قد أنار قلبه.

3. الأذى الجسدي: 

فقد أصبح جسده نحيلاً وتغير لونه، وقد وصل الجوع معه إلى درجة كبيرة، فلم يستطع الوقوف ولا المشي.


صفات مصعب بن عمير:

يتميز مصعب بصفات عديدة ومميزات رائعة، ومنها ما يلي:

1. البلاغة وقوة الحجة واللباقة أثناء الحديث، بالإضافة إلى رحابة الصدر.

2. قدرته على التمييز بين الحق والباطل، فلم يحتاج إلى أحد لكي يدعوه إلى الإسلام.

3. كان وجهه مشرقاً بالإسلام، وقلبه مخلصاً صادق النية.

4. الصبر الشديد، ويظهر ذلك في صبره على تحول حالته من الغنى إلى الفقر والجوع.

5. الثبات والقوة والعزة.

6. كان عفيف النفس، يستغني عن الدنيا بما فيها.


وفاة مصعب بن عمير:

قصة وفاة الصحابي مصعب تقشعر له الأبدان، لما توحي به من حب بالغ للرسول والدين الإسلامي، وكانت خاتمته هي الشهادة والجنة، فقد مات في العام الثالث للهجرة، وقد جاءت قصة وفاته كالتالي:

● شهد مصعب غزوة أحد، وكان يحمل لواء الرسول، وعندما نشبت المعركة واشتد القتال، وخالف الرماة أوامر الرسول ولم يثبتوا في أماكنهم ونزلوا من فوق الجبل لكي يجمعوا الغنائم، فبدأت صفوف المسلمين تتمزق.

● ولكن بعض المسلمين ثبتوا على موقفهم مع الرسول، وكان من بينهم "مصعب بن عمير" الذي كان يحمل الراية وحرص أشد الحرص على بقائها مرفوعة عالياً، ثم أقبل عليه "ابن قميئة الفارسي" وضربه ضربة بسيفه على يده اليمنى حتى قطعها.

● ثم أمسك مصعب الراية بيده اليسرى، فضربه على يده اليسرى ضربة حتى قطعها، فما كان من مصعب إلا أن حنا على الراية وضمّها بعضديه إلى صدره وهو يتلو آيات من القرآن.

● فضربه "ابن قمئية الليثي" بالرمح ضربة نفذت منه حتى اندقّ الرمح في الأرض، ووقع مصعب شهيداً.

● عندما انتهت غزوة أحد بالهزيمة جاء الرسول مع أصحابه لكي يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها، وعندما نظر الرسول إلى جثمان مصعب سالت من الرسول دموع غزيرة.

● وعندما أراد الصحابة أن يكفنوه لم يجدوا سوى نمرة، فإذا غطوا بها رأسه انكشفت رجليه، وإذا غطوا بها رجليه انكشف رأسه، فأمرهم الرسول بأن يغطوا بها رأسه ويضعوا فوق رجليه من الإذخر.

● تولى دفنه أخوه "أبو الروم بن عمير" و "سويبط بن سعد" و "عامر بن ربيعة".


الدروس المستفادة من قصة مصعب بن عمير

بالرغم من أن مصعب كان يعيش في ترف ونعيم، ثم تعرض لأشد أنواع العذاب، إلا أنه آثر الآخرة على الدنيا وما فيها، فهو نجم مضيء يجب علينا الاقتداء به، فقصته مليئة بالكثير من الدروس المفيدة، وهي تتمثل في:

1. مقياس الرقي والرجولة ليس بجمال الهيئة فقط، وإنما بالثبات على الحق دائماً مهما اشتدت الصعوبات وكثرة المغريات.

2. لا يجب أن نطيع أي مخلوق إذا كان في طاعته معصية للخالق.

3. يجب أن نتحمل مسؤولية الدفاع عن ديننا ونقوم بها على أكمل وجه.

4. السعادة ليست في المال أو النسب أو السلطة، وإنما هي في طاعة المولى سبحانه وتعالى.

5. ضرورة تقديم الولاء للدين على قرابات وعلاقات الدنيا.


ما هي الألقاب التي أُطلقت على "مصعب بن عمير"؟

أُطلق عليه ألقاب عديدة منها "مُقرئ المدينة، أول سفير للإسلام".


من هم الصحابة الذين دخلوا الإسلام على يد "مصعب بن عمير"؟

دخل على يده الكثير من الصحابة منهم "سعد بن معاذ، أسيد بن حضير، عمرو بن الجموح، سعد بن عبادة".


هل أسلمت أم الصحابي "مصعب بن عمير"؟

نعم أسلمت قبل صلح الحديبية.
تعليقات
ليست هناك تعليقات




    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -