قصة الصحابي تميم الداري:
1. سيرته وإسلامه:
● اسمه "تميم بن أوس ين سود بن ذراع بن الدار بن نمارة" وهو ينتمي إلى قبيلة لخم، وقد وُلد في فلسطين.
● أخوه هو "نعيم بن الداري" وأخوه لأنه هو "أبو هند الداري" وكنيته هي "أبو رقية"
● كان راهباً نصرانياً قبل الإسلام، وقد أسلم في العام التاسع بعد الهجرة، عندما جاء وفد من أهله بني الدار قبيلة لخم إلى الرسول بعد غزوة تبوك في العام التاسع الهجري.
● وقد أهدى قومه النبي بعض الهدايا، فقد أوصى لهم النبي بجاد مائة سبق.
● كان يسكن في المدينة المنورة بعد إسلامه لكي يكون بالقرب من الرسول الكريم ويشارك معه في الغزوات، ولكنه غادر منها بعد مقتل "عثمان بن عفان" ثم اتجه إلى الشام.
● رُوي عنه حوالي 18 حديث، وكان واحد فقط من هذه الأحاديث في صحيح مسلم.
● كان قديماً أحد كبار التجار، وكان يعمل في القوافل التجارية المسافرة ما بين بلاد الشام والحجاز، وكانت تجارته تتمثل في القناديل والعطور والزيت، كما سافر إلى مكة المكرمة بضع مرات خلال رحلاته التجارية.
● كان الرسول قد أقطع لتميم الداري وأخوه نعيم الداري مدينة حبرى (مدينة الخليل قديماً) ومدينة بيت عينون (تقع بالقرب من قرية الشيوخ) ولقد أقطعها النبي لهما في كتاب موثق اسمه "كتاب الإنطاء" الذي ذُكر اسمه في المصادر العربية مثل كتاب صبح الأعشى.
2. حديث الجساسة:
● رُوي في صحيح مسلم بأن فاطمة بنت قيس قالت بأنها سمعت المنادي يُنادي للصلاة، فخرجت إلى المسجد لكي تُصلي مع الرسول، وكانت في صف النساء الذي يلي ظهور القوم.
● فأخبرهم الرسول بأنه جمعهم لكي يخبرهم أمراً، وهو أن تميم الداري قد أخبره حديثاً عن المسيح الدجال الذي كان الرسول قد حدثهم إياه من قبل.
● فقد كان "تميم الداري" على متن سفينة بحرية تحمل 30 رجل، وقد لعب الموج بهم لمدة شهر كامل حتى وصلوا إلى طرف جزيرة في البحر، ثم دخلوا إلى الجزيرة فقابلتهم دابة كثيرة الشعر لا يظهر كثيرة الشعر لا يظهر قبلها من دبرها من كثرة الشعر.
● وعندما سألوها عن نفسها أخبرتهم بأنها الجسّاسة، وأخبرتهم أن ينطلقوا إلى الدير حيث سيجدون رجلاً يتحرق شوقاً لسماع أخبارهم، فخافوا منها أن تكون شيطاناً، فأسرعوا إلى الدير فوجدوا فيه إنساناً لم يشاهدوا مثله من قبل.
● وكان مقيداً بشدة فكانت يداه موثوقة إلى عنقه، وما بين كعبيه إلى ركبتيه حديد، فسألهم الرجل عن أنفسهم فأخبروه بما حدث معهم.
● فسألهم عن نخل بيسان وهل ثمرها ما زال يثمر أم لا، فأجابوه نعم، فقال لهم أنها توشك ألا تثمر، ثم سألهم عن بحيرة طبرية (بالأردن حاليًا) وهل فيها مياه أم لا، فأجابوه أن فيها مياه كثيرة، فقال لهم أن مياهها توشك أن تذهب.
● وسألهم عين زغر وهل فيها مياه أم لا، فأخبروه بأنها كثيرة الماء وأن أهلها يزرعون من مياهها، ثم سألهم عن نبي الأميين، فأخبروه بأنه خرج من مكة وهاجر إلى يثرب، وأن العرب أطاعوه.
● فأخبرهم بأنه من الأفضل لهم أن يطيعوه، وقال لهم بأنه هو المسيح وأنه على وشك أن يُؤذن له في الخروج، وعندما يخرج سوف يسير في الأرض في أربعين ليلة، فلا يدع قرية إلا هبطها ما عدا طيبة ومكة لأنهما محرمتان عليه.
● فإذا أراد أن يدخل واحدة منهما يستقبله ملك بيده سيف مسلول لكي يبعده عنها، كما يوجد على الفرجة التي بين جبلين ملائكة يحرسونها، ثم وضع الرسول يده على المنبر وأخبر الصحابة بأن طيبة هي المدينة المنورة.
3. قصة تميم الداري مع النار:
حدث موقف أيام خلافة "عمر بن الخطاب" حيث خرجت نار من الحرة، فذهب الخليفة عمر إلى تميم لكي يذهب إليها، وعندما وصل تميم إلى النار جعل يرجعها بيده حتى دخلت الشعب، فقال عُمر بأن الذي رأى ليس كمن لم يرى، وهذا الموقف لم يحكم عليه أحد بالصحة أو بالضعف، لأنه ليس معجزة وإنما هو كرامة من كرامات الأولياء، لأن المعجزات هي للأنبياء فقط.
صفات تميم الداري:
اتصفت شخصية "تميم الداري" بمجموعة من الصفات الحميدة، ومنها:
1. قيام الليل وكثرة العبادة وكثرة تلاوة القرآن الكريم، فقيل إنه كان يختم القرآن كله في سبع.
2. اشتهر بالورع والكرم والجود، فعندما كان يذهب للمسجد لكي يصلي ويفرغ من صلاته كان يأخذ بيد من كان يصلي إلى يمينه ومن كان يصلي إلى يساره، لكي يذهبا معه إلى بيته ليقدم لهما الطعام.
3. كان يحب تدوين أحاديث النبي، ويحب روايتها للناس.
4. كان يشتهر بكثرة عطفه على المساكين والفقراء، إلى جانب تقديم المساعدة للمحتاجين.
5. كان يتمتع بمكانة رفيعة بين الصحابة، فقد أسند إليه الرسول أن يكون إماماً في صلاة التراويح، وهذا بالإنابة عن الرسول.
سير أعلام النبلاء تميم الداري:
يضم كتاب سير أعلام النبلاء سير ذاتية وتراجم لأشهر الشخصيات الإسلامية من الصحابة والخلفاء والقادة السياسيين، ويذكر الكتاب العديد من المناقب التي يتمتع بها الصحابي "تميم الداري" وهي تتمثل في:
● كان إسلامه عن اقتناع كامل وطواعية منه، فقد كان قبل إسلامه يتعمق بدراسة الديانات السماوية، ولذلك عندما علم بأمر الدين الإسلامي أسرع بدخوله وتصديق رسالة الرسول.
● قام الكثير من التابعين والصحابة برواية أعداد كبيرة من أحاديثه مثل ابن عباس، سليم بن عامر، أنس بن مالك، زرارة بن أبي أوفى، كثير بن مرة، شهر بن حوشب، روح بن زنباغ.
● يعتبر تميم الداري هو أول صحابي يُسرج المسجد، فقد كانت فكرته هي إضاءة المسجد باستخدام الزيت والقنديل بدلاً من استخدام سعف النخيل، وأرسل تميم 5 غلمان لفعل هذا الأمر، وكان اسم أحدهم هو فتح، فقام النبي بتسميته "سراج".
● هو أول صحابي يقص القصص، وذلك في عهد الخليفة الراشد "عمر بن الخطاب" فقد كان يروي للصحابة قصص الأمم السابقة، وينصحهم بضرورة التمسك بدينهم والمحافظة عليه، ولكن الخليفة عُمر أمره أن يتوقف عن هذه القصص، حتى لا يتشتت تفكير المسلمين بين قصص الإنجيل والتوراة، وبين آيات الذكر الحكيم، ولكنه سمح له بعد ذلك باستكمالها، ليس هذا فقط بل كان يجلس مع الصحابة ليستمع إلى ما يقوله.
● كان من أوائل الصحابة الذين قاموا بجمع القرآن في مصحف واحد، فقد كان مكتوباَ على ورق النخيل ورقاع الجلود.
● لعب دوراً بارزاً في غزوة مؤتة، عندما قام بتحريض أصحابه من الداريين الذين انضموا إلى جيش الأمير جبلة بن الأيهم (الذي تحالف مع الروم لقتال المسلمين) بأن يتركوه وينسحبوا من الجيش حتى لا يقاتلوا المسلمين.
● هو أول صحابي يقوم بصناعة منبر لمسجد الرسول الكريم.
أين دُفن "تميم الداري"؟
يقع قبر "تميم الداري" في فلسطين، في مدينة الخليل، بقرية بنت جبرين.
ما هو اسم البحر الذي أبحر منه ابن تميم في رحلته التي قابل فيها المسيح الدجال؟
أبحرت سفينته من بحر الظلمات أو بحر الروم.
أين توجد ذرية "تميم الداري" في وقتنا الحالي؟
توجد في منطقة الخليل واسمها "آل التميمي" ويوجد فروع لها في يافا ونابلس وجنين وشرق الأردن.