قصة الصحابي البراء بن مالك

قصة الصحابي البراء بن مالك

قصة الصحابي البراء بن مالك
الصحابة هم أتباع الرسول "صلى الله عليه وسلم" الذين رافقوا سيرته واتبعوا سنته وآمنوا برسالته العظيمة، وقد ذكر التاريخ الإسلامي أسماء الصحابة الذين أخلصوا لله ولرسوله ومنهم الصحابي "البراء بن مالك"، فقصته مليئة بالمعارك والحروب التي خاضها جهاداً في سبيل الله، كما اتصف بالعديد من الصفات الحميدة والأخلاق الطيبة وخصوصا القوة والشجاعة، حتى صار قدوة للعديد من المسلمين. 


قصة الصحابي البراء بن مالك:

يزخر التاريخ العربي والإسلامي بشخصيات عديدة كان لها دور بارز ومؤثر في حياة الدولة الإسلامية والحفاظ على رايتها شامخة، ومن أشهر الشخصيات التي خلّد التاريخ ذكرها هو الصحابي "البراء بن مالك" وكانت قصته كالتالي:

● اسمه "البراء بن مالك بن زيد بن جندب بن غنم بن عدي النجار" وينتمي إلى قبيلة اسمها "الخزرج الأزدية".

● كان من الأنصار، وقد وُلد بالمدينة المنورة عام 602 ميلاديًا، وأخوه هو خادم الرسول الصحابي "أنس بن مالك" رضي الله عنهما.

● كان معروفاً بالإقدام والبطولة، فلم يتخلف أبداً عن أي قتال أو غزوة في سبيل الله، فقد حضر مع الرسول جميع غزواته فيما عدا غزوة بدر، بالإضافة أنه شهد فتوح فارس والعراق.

● كانت فترة تربيته على يد النبي الكريم، فنشأ على حب الشهادة واليقين بنصر الله.

● كان يردد شعار واحد دائماً وهو "الله والجنة" فقد كان يحارب المشركين والكفار ليس من أجل الانتصار فقط، ولكن رغبةً في نيل الشهادة.


قصة البراء بن مالك في معركة اليمامة:

أحد المعارك التي اشترك فيها البراء هي معركة اليمامة، والتي أبدى فيها شجاعة وإقدام لا مثيل لهما، وكانت قصة البراء في هذه المعركة كالتالي:

● عندما توفى الرسول الكريم، ارتدّت أعداد كثيرة من المسلمين في منطقة شبه الجزيرة العربية، أما المسلمون في المدينة المنورة ومكة المكرمة فقد ثبتوا على دينهم.

● وكان من بين الأشخاص الذين ارتدوا على الإسلام "مسيلمة الكذاب" الذي أدّعى النبوة، وقد حدث هذا خلال فترة خلافة الصحابي "أبو بكر الصديق" الذي قرر أن يتصدى للمرتدين وأن يقاتلهم.

● حيث قرر أو بكر أن يرسل إليهم جيش كبير بقيادة "خالد بن الوليد" وكان "البراء بن مالك" موجوداً في هذا الجيش، وقد التقى بهم جيش المسلمين في منطقة اليمامة الموجودة بإقليم نجد في السعودية (وهي معروفة اليوم باسم العارض).

● أظهر المسلمون في تلك المعركة شجاعة كبيرة في محاربة المرتدين، الذين سرعان ما تراجعوا ودخلوا حديقة لهم لكي يتحصنوا فيها، وظنوا بأنها ستجعلهم آمنين بسبب بابها الكبير المغلق وأسوارها المرتفعة.

● وقام جيش المسلمين بتطويق الحديقة وحصارهم، وعندما طال الحصار لمعت فكرة في ذهن "البراء بن مالك" فقد طلب من أصحابه بأن يرفعوه على ترس ويثبتوه على رأس الرماح، ويقذفوه فوق سور الحديقة.

● حتى يفتح لهم الباب لكي يتمكنوا من دخول الحديقة وقتال المرتدين، وبالفعل تم تنفيذ فكرته وهبط البراء على أرض الحديقة وهو يقول "الله أكبر".

● وقد اشتبك مع المرتدين في قتال عنيف، ولكنه نجح في النهاية من فتح باب الحديقة للمسلمين الذين دخلوا وقتلوا عدد كبير منهم وأسروا الباقي، وقد دعا "خالد بن الوليد" ما تبقى منهم إلى الإسلام فوافقوا جميعًا.

● قُتل "مسيلمة الكذاب" في تلك المعركة بسيف أبي دجانة وبحربة وحشيٍّ.


البراء بن مالك وحديقة الموت:

بعد معركة اليمامة التي دارت بين المرتدين من بني حنيفة وبين المسلمين في أحد حدائق بني حنيفة الواسعة، أُطلق على هذه الحديقة فيما بعد اسم "حديقة الموت" وذلك بسبب كثرة القتلى من بني حنيفة بها، وكان للبراء بن مالك موقف بطولي داخل هذه الحديقة وهو:

● عندما نزل "البراء بن مالك" مثل الصاعقة الحارقة على المرتدين في الحديقة، حدث قتال بينه وبينهم وكان عددهم أكثر من 30000 مقاتل.

● ولكنه كان يحمل في يده سيفان، يضرب كالإعصار بهما يميناً ويساراً حتى استطاع فتح الباب للمسلمين.

● وعندما انتهت المعركة بفوز المسلمين وجدوا في جسده أكثر من 80 جرحاً، ما بين طعنة رمح وضربة سيف.

● وكان "خالد بن الوليد" هو من أشرف على تمريضه وعلاجه الذي استغرق شهراً كاملاً بعد المعركة.


صفات البراء بن مالك:

كان "البراء بن مالك" مثله مثل جميع الصحابة المخلصين للرسول والذين يتعلمون منه ويحذون حذوه، فقد كان يتصف بمجموعة من الصفات التي جعلت منه بطلاً عظيماً، وهي كالتالي:

1. كان مستجاب الدعاء وذلك لما قاله الرسول عنه.

2. كان شجاعاً إلى درجة لا يمكن وصفها، فقد كان يُلقي بنفسه نحو المعركة بدون أن يفكر في موته، ولذلك طلب "عمر بن الخطاب" ألا يكون قائداً لجيش من جيوش المسلمين، حتى لا يلقي بنفسه إلى الموت بدون تفكير ويكون سبباً في هلاك الجيش.

3. كان صوته جميلاً فقد كان يحذو حذو جمل النبي لكي يرجز لها في أسفاره، ولكن النبي نهاه عن ذلك فيما بعد.

4. كان جيداً جداً في المبارزة بالسيف، فقد قتل في إحدى المعارك حوالي مائة رجل من المشركين بالمبارزة بالسيف.

5. كان يحب أخوه "أنس بن مالك" بشدة، فأثناء محاصرة المسلمين لأحد حصون الفرس، كان الفرس يلقون عليهم كلاليب في رأسها سلاسل مُحرقة، حتى تخترق جسد الرجل ويرفعوه إليهم، وعندما أصابوا أخوه أسرع ووضع يده على السلسلة حتى يُخلصه منها بدون أن يشعر بألم الحرق، وقد تمكن بالفعل من تحرير أخيه، وبعدها نظر إلى يده فوجد أن كل ما تبقى هو العظم وأن اللحم قد سقط.

6. كان شديد التواضع، حسن الخلق، يزهد الدنيا وما فيها، ويحرص بشدة على الاستشهاد في أرض المعركة.

7. كان يستخدم قوته لإرهاب أعداء الإسلام، بينما كان ليناً وطيباً وعذب الكلام مع المسلمين.

8. عندما كان يمرض كان يخاف أن يموت على فراشه، ولهذا طلب من ربه ألا يحرمه الشهادة وأن يموت في ميدان القتال.


ماذا قال الرسول عن البراء بن مالك؟

قال الرسول عنه: "كم من رجل أشعث أغبر لا يكترث الناس له، ولكنه إذا أقسم على ربه لأبرّه"، وكان من بين هؤلاء الرجال الذين ذكرهم الرسول "البراء بن مالك".


كيف مات البراء بن مالك؟

مات "البراء بن مالك" خلال فتح مدينة تستر، وذلك سنة 20 هجرياً، وأهم التفاصيل المتعلقة بموته هي:

● احتشد الفرس وأهل الأهواز في جيش ضخم لكي يواجهوا المسلمين، وبعدها كتب الخليفة "عمر بن الخطاب" أمير الكوفة "سعد بن أبي وقاص" لكي يبعث جيشاً كثيفاً إلى الأهواز.

● وكان قائد هذا الجيش هو "سهيل بن عدي" ومعه " البراء بن مالك" وحاصر المسلمون الفرس لمدة طويلة، وقد نشبت بينهما معارك ضارية وقع خلالها الكثير من القتلى من الطرفين.

● وعندما ضاق المسلمون ذرعاً بكثرة المعارك وطول مدة الحصار، طلبوا من البراء أن يطلب من الله النصر لهم، لأن قسمه مُجاب ومبرور.

● فطلب البراء من ربه أن يهزم الأعداء وأن يكتب له الشهادة في هذه المعركة وأن يلحقه بنبيه.

● وبالفعل كان له ما تمنى، فقد انتصر المسلمون ومات البراء.


ما هو اللقب الذي أُطلق على "البراء بن مالك"؟

أُطلق عليه لقب "قاتل مسيلمة الكذاب".


كم عدد الصحابة الذين يحملون اسم البراء؟

يحمل اسم البراء عدد من الصحابة هم البراء بن معرور، البراء بن مالك، البراء بن عازب.


من الذي قتل "البراء بن مالك"؟

قام قائد الفرس بقتله واسمه هو "الهرمزان".
تعليقات
ليست هناك تعليقات




    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -