قصة الصحابي سعد بن معاذ

قصة الصحابي سعد بن معاذ

قصة الصحابي سعد بن معاذ
الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي عديدة، سواء كانوا قادة أو علماء أو صحابة، ومن صحابة الرسول الكريم الذي تشتمل سيرته على عبر ودروس كثيرة هو الصحابي "سعد بن معاذ" فهو الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن وهبطت الملائكة لتشييع جثته، وهذا دلالة على مدى حب الله "عز وجل" له.


قصة الصحابي سعد بن معاذ:

يجب أن نكون على دراية كاملة بقصص صحابة الرسول، لأنهم عاشوا مع الرسول الكريم وتعلموا منه واتبعوا سنّته، وأشهر هؤلاء الصحابة هو الصحابي "سعد بن معاذ" ويمكن تلخيص قصته كالتالي:

1. معلوماته الشخصية:

● وُلد "سعد بن معاذ" عام 32 قبل الهجرة، في مدينة يثرب، أبوه هو "معاذ بن النعمان" وأمه هي "كبشة بنت رافع" وإخوته هم "الحارث بن معاذ" وعمرو بن معاذ".

● زوجته هي "هند بنت سماك" وله ولدين هما عبد الله وعمرو، وكان يمتلك صفات جسدية جميلة فقد كان رجلاً طويل القامة، ذو بشرة بيضاء، جميل الوجه، واسع العينين، حسن الهيئة واللحية.

2. إسلامه:

● كانت إحدى عادات الرسول الكريم قديماً أن يدعوا الناس في موسم الحج، وقد التقى الرسول بسبعة رجال من قبيلة الخزرج عند منطقة العقبة.

● وقد كانوا يعبدون الأصنام ولكن الرسول دعاهم إلى الإسلام، فصدقوه واستجابوا لدعوته وآمنوا به، ثم رجعوا إلى المدينة لكي يحكوا للناس ما حدث معهم.

● في عام الحج التالي وفد إلى الرسول 12 رجلاً من الأنصار وبايعوه في العقبة، ولذلك أرسل النبي معهم "مصعب بن عمير" لكي يعلمهم القرآن، وبعدها ذهب "سعد بن معاذ" إليه وأعلن إسلامه.

3. صفاته الخُلقية:

● كان عظيم المقام بين المسلمين عامة وبين الأنصار خاصة، مكانته بين الأنصار عظيمة مثل مكانة الصحابي أبو بكر بين المهاجرين.

● كان معروفاً بأنه نقي القلب وصادق، وراجح العقل وحسن التقدير والتفكير، بالإضافة إلى أنه ثابت على مبادئه ومعتقداته الإسلامية ولا يثنيه شيء عنها.

● كان مبادراً للدعوة إلى الإسلام، فبعد إسلامه مباشرة اتجه يدعو قومه إلى الإسلام أيضاً، كما أنه كان حسن الأسلوب خلال الدعوة، حيث أنه كان يتحدث للناس طبقًا لاهتماماتهم وعقولهم ومكانتهم ويتخير الزمان والمكان المناسبين.

● كان حازماً في دعوته، ويتبنى منهج الدين الإسلامي بدون ضعف أو تأخير أو تنازل لأجل صداقة أو قرابة.

● كان يوالي أهل الحق والمسلين ويعادي أعداء الإسلام مهما كان يجمعه معهم من مصالح شخصية، وذلك بسبب حبه لله ولرسوله أكثر من أي شيء في الوجود.

● كان يعتز بدينه وتعاليمه، ويبادر دائماً لفعل الخير، إلى جانب أنه كان مشهوراً بقوته في الحق، ولا يخاف في الله لومة لائم.

قصة سعد بن معاذ في غزوة بدر:

● استشار الرسول أصحابه عند رغبته للخروج في غزوة بدر، وأراد أن يخرج الأنصار معه، فقال له "سعد بن معاذ" بأنهم آمنوا به وصدقوه وشهدوا بأن ما جاء به هو الحق من عند الله، وأنهم أعطوه مواثيق السمع والطاعة، وأيضا هم صابرون في الحرب وصادقون عند لقاء ربهم.

● وكان لما قاله سعد دافع كبير للنبي لكي يخوض المعركة، ولذلك خرج الرسول للقتال المشركين في شهر رمضان في اليوم الثامن.

● كان سعد يحمل راية الأنصار، الذين كان عددهم 61 رجلاً من الأوس و170 رجلاً من الخزرج، وكان هذا العدد يعتبر ثلثي رجال بدر، وهذا معناه بأن القيادة العظمى للعدد الأكبر من الجيش كانت لواء سعد بن معاذ.

● كان سعد يقف خارج خيمة الرسول مع جماعة من الأنصار الذين يحملون سيوفهم، حتى إذا انقض الأعداء على الرسول قاموا بحمايته.

● عندما انتصر المسلمون في المعركة وأخذوا أسرى من المشركين، كره سعد هذا، لأنه كان يرى أن قتلهم في أول غزوة لهم أحسن بكثير من أسرهم، حتى لا يتجرأ أحد من المشركين على قتالهم مرة أخرى.


موقف سعد في غزوة أحد:

● كان من الأشخاص الذين ثبتوا على موقفهم مع الرسول، وذلك عندما اضطرب الموقف وترك الرماة أماكنهم.


حكم سعد في يهود بني قريظة:

● عندما نقض يهود بني قريظة العهد مع الرسول، وسمحوا للأحزاب بأن يدخلوا المدينة ويخونوا المسلمين، انتصر المسلمون عليهم في الحرب وطلبوا أن يحكم "سعد بن معاذ" في أمرهم، لأنه كان حليفاً لهم أيام الجاهلية.

● وفي هذا الوقت كان سعد جريحاً فحُمل إليهم، وعندما طلب منه الرسول أن يحكم فيهم، حكم بقتل الرجال وأسر النساء وتقسيم أراضيهم وأموالهم على المسلمين.

● فأخبره الرسول بأن حكمه هو الحُكم الذي أخبره الله سبحانه وتعالى به.


وفاة سعد بن معاذ:

توفى "سعد بن معاذ" بعد إصابته في غزوة الخندق بشهر واحد، وذلك في العام الخامس بعد الهجرة، وكان عمره 37 سنة، وقد جاءت تفاصيل قصة وفاته كالتالي:

● بعد إصابة سعد بدأ الدم يسيل من مكان إصابته، فأمر الرسول بأن يتم بناء خيمة له داخل المسجد لكي يكون بالقرب منه.

● كانت إصابته تزداد سوءًا يوماً بعد يوم، وعندما ذهب الرسول إليه مع عمر بن الخطاب وأبو بكر ضمه إلى صدره وأخذ يدعو له، وكانت كلماته سلاماً وبرداً عليه.

● وقد رفع سعد رأسه ووجّه نظره إلى الرسول، وكان وجهه الجميل هو آخر ما رأته عينيه، وقد بشّره الرسول بالخير.

● تولى الرسول بنفسه دفن سعد في البقيع، وكانت دموعه تنزل بكثرة على يده ولحيته.

● وقد بلغ الرسول بأن الأشخاص الذين كانوا يحملون سعد قالوا بأنه كان خفيفاً للغاية، فأخبرهم بأنه كان هناك من يحمله غيرهم، فقد أرسل الله "عز وجل" سبعين ألف ملكاً لكي يحضروا جنازة "سعد بن معاذ" وهؤلاء الملائكة لم يطئوا الأرض من قبل هذه المرة.


فضائل سعد بن معاذ:

كان "سعد بن معاذ" من السابقين الأولين في الإسلام، وأحد المجاهدين الصادقين الذين سخروا إمكاناتهم وهبوا حياتهم لخدمة الدين الإسلامي، ولذلك فقد رضي الله عنهم جميعاً ورضوا عنه، وله مميزات وفضائل عديدة منها:

1. عندما تلقّى النبي هدية عبارة عن ديباج حرير، وظلّ الصحابة يتعجبون من جماله وملمسه الناعم، فأخبرهم الرسول بأن مناديل سعد في الجنة أفضل منه بكثير.

2. كان المسك يفوح من تُراب قبره.

3. أخبر الرسول الصحابة بعد موته بأن للقبر ضغطة أو ضمة، وأن سعد قد نجا منها.

4. لقد ذكرت عائشة في فضله بأن يوجد ثلاثة من الأنصار لا يزيد أحد عليهم في الفضل وهم "عباد بن بشر، سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير".


ماذا فعل سعد بن معاذ حتى اهتز له عرش الرحمن؟

سيرة حياة "سعد بن معاذ" مليئة بالمواقف العظيمة والبطولات، ولذلك فقد اهتز عرش الرحمن لوفاته، وذلك لأسباب عديدة منها إسلامه.

● بعد إسلام سعد جمع بني عبد الأشعل وخطب فيهم خطبة عظيمة، كانت لها أثر كبير عليهم، فلم يبق امرأة ولا رجل إلا وأسلموا.

● فكان إسلامه فتحاً مبيناً ونصراً كبيراً للإسلام، فعندما أسلمت قبيلة سعد ظهر دورها عندما هاجر الرسول إلى المدينة، فقد استقبلوا المهاجرين واقتسموا معهم ممتلكاتهم وأموالهم بدون ضغينة أو أذى.


ماذا كان يعمل "سعد بن معاذ" قبل إسلامه؟

كان شيخ قبيلة الأوس، وأحد السادة في مدينة يثرب.


من الذي قتل "سعد بن معاذ"؟

قام رجل من قبيلة قريش برمي سهم على "سعد بن معاذ" في معركة الخندق، واسمه هو "حبّان ابن العرقة".


من هم الصحابة الذين أنزلوا سعد بن معاذ إلى قبره؟

أنزله أربع رجال هم (الحارث بن أوس، سلمة بن سلامة، أسيد بن حضير، أبو نائلة سلكان).
تعليقات
ليست هناك تعليقات




    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -