تحليل مسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقي

تحليل مسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقي

تحليل مسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقي
تعتبر مسرحية مجنون ليلى واحدة من روائع أحمد شوقي الفنية حيث أنها أروع ما قدمه المسرح الشعري، وكذلك فهي المسرحية الثانية التي قام أحمد شوقي بتقديمها للجمهور بعد عودته إلى المسرح للكتابة في آخر فترة من حياته، وبالرغم من أنها تتضمن ذكر بعض الأساطير، إلا أنها كانت وما تزال أحد أروع صور الحب العذري الصادق الذي اشتهر في بادية الحجاز ونجد.


تحليل مسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقي:

تعكس مسرحية مجنون ليلى أنبل وأسمى عواطف الحب والتضحية، وقد استمد أحمد شوقي أحداث هذه المسرحية من التاريخ والأساطير التي جاءت في كتاب الأغاني لصاحبه أبو فرج الأصفهاني، حيث قام باختيار ما هو مناسب للمسرحية، ويمكن تلخيص هذه المسرحية في عدة نقاط كالتالي:

● بخصوص تحليل مسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقي، وقعت هذه المسرحية في عهد الأمويين في منطقة بادية نجد، وهي تضم شخصيتين أساسيتين هما "قيس بن الملوح" المعروف باسم مجنون ليلى، والبطلة "ليلى العامرية".

● يوجد بعض الشخصيات الثانوية التي أثرت بشكل كبير على قصة حب هذين العاشقين وهي المهدي "أبو ليلى" وزوج ليلى ورد.

● دارت المسرحية حول قيس الذي كان يهوى ويعشق ليلى منذ صغرهما، فقد كانا يقومان برعاية الغنم ونشآ معًا.

● ذكر قيس اسم ليلى كثيرًا في أشعاره ووصف عشقه لها، وكان هذا مخالفا لعادات وتقاليد العرب في ذلك الوقت، فهي كانت تقضي بألا تتزوج الفتاة من شاب ينشد حبًا لها.

● رفض المهدي أن يزوج ابنته ليلى لقيس، وقد حاول بعض الأشخاص الذين كانوا يشفقون على قيس أن يتوسط له عند أهلها، ولكن جميع باءت جميع محاولاتهم باءت بالفشل.

● رفضت ليلى أن تتزوج من قيس حفاظًا على شرف قبيلتها وصيانة عرضها، فقد اختارت الواجب على حساب العاطفة، وقد تم تزويجها من ورد من قبيلة ثقيف نزولاً على رغبة والدها.

● ندمت ليلى على قرار رفضها لقيس وشعرت بأنها كلفت نفسها أكثر من طاقتها، وأصبحت لا تتمنى سوى الموت الذي يخلصها من ألم فراقها عن حبيبها ويخلصها من الحياة وتقاليدها التي باعدت بينها وبينه، ومرضت ليلى ثم ماتت بعدها.

● بخصوص ما هي نهاية قصة قيس وليلى، فقد كان قيس في هذا الوقت هائما على وجهه في البادية، ولم يتمكن أي فرد من إرجاعه إلى رشده، وعندما علم بموت ليلى مات هو الآخر.


العبرة من قصة مجنون ليلى:

قصة مجنون ليلى استمرت على مدى عصور طويلة، لأنها تهدف إلى التغني بسمو العرب ونبلهم ومكانتهم وتضحياتهم بحياتهم في سبيل احترام التقاليد والعواطف النبيلة، ويوجد بعض العبر من قصة مجنون ليلى وكذلك الدروس المهمة المستفادة، مثل:

● عندما يحب الشخص يتغير كل شيء في الحياة، فلا يوجد أسمى ولا أجمل من قصة حب صادقة تجمع بين قلبين.

● يجب أن نتمسك بمن نحب إلى النهاية ولا نستسلم للظروف، حتى لا يضيع من نحب منا ونندم بعد ذلك ونتمنى أن يعود مرة أخرى.

● إذا شعرت بالحزن والألم فلتكتب أو تعبر عما بداخلك، لأن هذا أفضل أسلوب لكي تحرر ما بداخلك من مشاعر مكبوتة.


مجنون ليلى هل هو حقيقي؟

نعم مجنون ليلى هو شخص حقيقي حيث أن اسمه الحقيقي هو الشاعر "قيس بن الملوح" الذي لُقب بمجنون ليلى لأنه كان يحب امرأة اسمها ليلى وكان مجنون بحبها حيث كتب عنها العديد من الأبيات الشعرية حتى لُقب بمجنونها.


معلومات غريبة عن أحمد شوقي:

أحمد شوقي هو أديب وشاعر مصري، ذاع صيته بين جميع شعراء عصره، ولذلك ينبغي علينا أن نتعرف جيدًا على بعض التفاصيل المتعلقة به، وأهمها هي:

1. المولد والنشأة:

● ولد يوم 16 أكتوبر 1868 ميلادية، الموافق 20 من شهر رجب 1287 هجرية، ومكان ولادته هو حي الحنفي في القاهرة القديمة.

● كان والده تركي الأصل ووالدته من أصول شركسية تركية، وكانت جدته لأمه وصيفة داخل قصر الخديوي إسماعيل، وكانت على قدر كبير من الثراء والغنى، ولهذا فقد تكفلت بتربيته معها في القصر.

● عندما أتم سن الرابعة التحق بكتاب الشيخ صالح الموجود داخل حي السيدة زينب، وحفظ جزء كبير من القرآن الكريم، كما تعلم مبادئ الكتابة والقراءة.

● دخل المدرسة الابتدائية "مدرسة المبتديان" ثم انتقل إلى الثانوية حيث أظهر نبوغ فائق ومميز، ونظرا لتفوقه المذهل فقد تم إعفائه من المصروفات الدراسية.

2. الدراسة والتكوين والمسؤوليات:

● وهو في سن الخامسة عشر التحق بمدرسة الحقوق والترجمة وانتسب إلى قسم الترجمة، وسافر بعد تخرجه إلى فرنسا عام 1887، وذلك على نفقة الخديوي توفيق والي مصر العثماني في هذا الوقت.

● تابع دراسة الحقوق في مدينة مونبلييه وتعرف على روائع الأدب والثقافة الفرنسية، ثم رجع إلى مصر عام 1891.

● بعد رجوعه من فرنسا تم تعيينه رئيسا للقلم الإفرنجي داخل ديوان الخديوي عباس، كما تم انتدابه عام 1896 لتمثيل حكومة مصر ضمن مؤتمر المستشرقين الذي انعقد بجنيف في سويسرا.

3. التجربة الأدبية:

● بدأت مواهب أحمد شوقي تلفت الأنظار وذلك خلال وجوده في فرنسا، حيث كان يرسل قصائد مدح الخديوي توفيق من هناك، وبعد رجوعه إلى مصر أصبح مقرب من الخديوي عباس، فحصل على لقب "شاعر القصر".

● أرجع النقاد تأييده للخديوي إلى وجود بعض الأسباب ومنها أن الخديوي تولى رعايته وهو ولي نعمته، وأيضا الدافع الديني الذي كان يتم توجيهه للشعراء كون الخلافة العثمانية هي خلافة إسلامية ينبغي عليهم الدفاع عنها.

● قام بمهاجمة الاحتلال البريطاني لمصر، وهذا أدى إلى نفيه إلى إسبانيا عام 1914، وقد اطلع على الأدب العربي في الأندلس وقام بتنظيم الكثير من درر شعره مدحا بها.

● كان من أخصب شعراء العرب إنتاج، وقام شعراء العرب لمبايعته ومنحه لقب "أمير الشعراء" خلال حفل كبير في مدينة القاهرة، وبعد هذا انصب اهتمامه على الشعر المسرحي حتى أصبح رائده الأول على الصعيد العربي.

4. الوفاة:

● توفي أحمد شوقي يوم 14 أكتوبر 1932 ميلادية، الموافق 14 من جمادي الآخر 1351 هجرية.

● وكانت آخر أعماله هي قصيدة طويلة تحية مشروع القرش الذي قام به الشباب المصري في تلك الفترة.


أهم مؤلفات أحمد شوقي:

قدم أحمد شوقي الكثير من المؤلفات المتنوعة ما بين المسرحيات والكتب والقصائد الشعرية، وأبرزها ما يلي:

1. ديوان الشوقيات: 

يتكون من أربع مجلدات، تم طباعة الجزء الأول عام 1929، والجزء الثاني عام 1930، والجزء الثالث عام 1936 وهو خاص بالرثاء، والجزء الرابع عام 1943.

2. رواية عذراء الهند: 

وهي تحكي عن تاريخ مصر قديما في أيام الملك الفرعوني رمسيس الثاني.

3. رواية ورقة الآس: 

هي رواية تاريخية تدور أحداثها في زمن ملك الفرس الملك سابور.

4. مسرحية قميز ومسرحية مصرع كليوباترا: 

تحكيان تاريخ مصر القديم وتتسم بتعدد الأفكار.

5. مسرحية الست هدى: 

هي مسرحية ساخرة تنتقد النفعيين والانتهازيين.

6. كتاب أسواق الذهب: 

هو عبارة عن نصوص نثرية تضم مفردات صعبة متعلقة بالحياة البشرية.


لماذا أطلق على أحمد شوقي أمير الشعراء؟

كان يتمتع بموهبة شعرية فذة، ولا يجد تعب في نظم القصيدة، حيث كانت المعاني تتدفق عليه مثل النهر الجاري والمطر المنهمر.


أحمد شوقي شعر:

لم يطلق على أحمد شوقي أمير الشعراء من فراغ، لأن أشعاره تتسم بخصائص عديدة تجذب الجميع إليها، فنجد أن شعره يتصف بما يلي:

● وضوح المعاني وسهولة الألفاظ.

● الحوار السريع المركز.

● ملاءمة التعبير للشخصيات، ومناسبته للصراع النفسي الذي يعبر عن الفكرة.

● التأثر بالبيئة الحضرية.

● يغلب عليه الطابع الغنائي.

● روعة الموسيقى الشعرية وقوة البنان.

● استخدام اللغة العربية الفصحى ببلاغة ودقة.

● يتسم الأسلوب بالدقة في الوصف والجمال والرقة.

● التعمق في استيعاب الأحداث التاريخية القديمة والحديثة.

● ذكر الأخلاق والحث عليها.

● التأثر بالقرآن الكريم الذي استمد منه استشهاداته.


لماذا أطلق على قيس بن الملوح اسم المجنون؟

هو لم يكن مجنونا بالفعل، وإنما أطلق عليه هذا اللقب لهيامه وجنونه الشديد في حب ليلى.
تعليقات
ليست هناك تعليقات




    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -