تحليل مسرحية تاجر البندقية

تحليل مسرحية تاجر البندقية

تحليل مسرحية تاجر البندقية
أبدع الكاتب ويليام شكسبير في كتابة مسرحية تاجر البندقية، فمن خلالها قام بغرس قيم رئيسية في النفوس عن طريق دراما ممتعة وبناء درامي معقد في وقت واحد، حيث يتم تصنيفها ضمن أعظم الأعمال المسرحية على مستوى العالم، وتناولها الكثير من النقاد بالدراسات التفصيلية لكافة محاورها من عقدة وأحداث وشخصيات. وبخصوص تحليل مسرحية تاجر البندقية فهي تناقش فكرة الأمانة وحسن الخلق متمثلة في أنطونيو، الحب والذكاء متمثل في بورتيا، والجشع والخداع متمثلة في شيلوك.


تحليل مسرحية تاجر البندقية:

اشتهر الكاتب ويليام شكسبير بالتنوع في مسرحياته، ما بين الدراما والتراجيديا والكوميديا، وهذا ما أكسبه شهرة واسعة ومكانة مرموقة، وتعتبر مسرحية تاجر البندقية من أفضل مسرحياته، حيث يستشهد الناس بها وبأبطالها باعتبارهم رمزاً للوفاء والحب وأيضًا رمزاً للجشع والشر، ويمكن تحليلها في بعض النقاط كالتالي:

1. أنطونيو الكريم حسن الأخلاق:

● تدور أحداث المسرحية في إيطاليا في مدينة البندقية التي كانت معروفة بكونها مدينة التجارة الأولى التي يكثر فيها التجار، وكان معظمهم مسيحي الديانة، وأحد هؤلاء التجار تاجر اسمه "أنطونيو" المعروف بحسن أخلاقه وكرمه الواسع، وكان يقرض الناس المال بدون فوائد.

● كان لدى أنطونيو صديق مقرب جدًا من طبقة النبلاء يدعى "بيسانيو"، وقد أنفق أمواله على ترف الحياة، وكان يلجأ لأنطونيو عند حاجته للمساعدة.

2. التاجر شيلوك الجشع:

● وعلى النقيض الآخر كان يوجد تاجر يهودي الديانة اسمه "شيلوك" وكان معروفاً بجشعه وحبه للمال، فقد جمع أمولاً طائلة عن طريق فرضه للربا على جميع الأشخاص الذين اقترضوا المال منه.

● ولذلك نشأت حالة من الكراهية الشديدة بينها، ولكن كان يوجد فرق واحد وهو أن أنطونيو كان يعبر عن كرهه لشيلوك علانية موضحا بأن السبب هو سوء أخلاقه، بينما شيلوك كان ينافق ويترقب الوقت المناسب للانتقام.

3. حب أنطونيو لبورتيا:

● كان يرغب أنطونيو في الزواج من فتاة ثرية اسمها "بورتيا"، وقد ورثت عن أبيها ثروة ضخمة، ولكنه كان بحاجة لأموال كثيرة لكي يظهر أمامها كعريس مناسب لها، ولكن أنطونيو لم يكن لديه هذه الأموال لأنه كان بانتظار سفنه القادمة في البحر والمحملة بالبضائع.

● ولكي ينفذ أنطونيو طلب صديقه منه يذهب إلى شيلوك لكي يقترض منه المال، ولكن وضع شيلوك شرط مهم لسداد القرض، وهو ضرورة سداده خلال 3 شهور وإلا سيحصل شيلوك على رطل لحم من أنطونيو، وقد وافق أنطونيو مجبوراً لأنه كان يثق بأن سفنه ستعود في الموعد المحدد.

4. خداع شيلوك لأنطونيو:

● كان هذا الشرط فرصة لكي ينتقم شيلوك من أنطونيو، ولكي يكتمل انتقامه طلب من أنطونيو أن يذهبا إلى المحامي لتوقيع عقد بالشرط المتفق بينهما.

● تأخرت سفن أنطونيو في العودة، وكان موعد سداده للقرض قد انقضى، وقد كتب إلى صديقه بيسانيو يخبره بما حدث، وبسرعة توجه بيسانيو إلى البندقية ومعه ضعف المبلغ الذي اقترضه لكي يدفعه لشيلوك.

● وهنا تظهر نوايا شايلوك الخبيثة خلال محكمة دوق فينيسيا، حيث رفض أخذ المال، وأصر أن يقتطع رطل لحم من أنطونيو، وبعد ذلك حدث تحول غريب في الأحداث، حيث تنكرت بورتيا زوجة باسانيو في زي محامي لتقديم إفادتها.

5. ذكاء بورتيا لإنقاذ أنطونيو:

● قامت بورتيا بحركة دهاء لا مثيل لها، فقد سمحت لشيلوك بأن ينفذ شرطه، ولكن العقد ينص بأن شايلوك هو الشخص الوحيد الذي يسمح له باقتطاع اللحم من جسم أنطونيو، بدون ذرف أي قطرة دماء منه.

● وإذا تمت إراقة أي دماء فإن جميع أموال شيلوك وأملاكه سيتم مصادرتها طبقا لقانون البندقية.

● ولكي تزيد بورتيا من صعوبة الموقف على شيلوك أخبرته بأنه يجب قطع رطل واحد فقط لا غير، بدون أي نقصان أو زيادة وإلا ستتم مصادرة أملاكه.

6. مصادرة أموال شيلوك:

● وهنا تم رفض دعوة شيلوك، وبالإضافة إلى ذلك فقد حكم عليه بمصادرة جميع أمواله وأن يكون نصفها للدولة والنصف الآخر لأنطونيو، وكان هذا الحكم نتيجة تآمره لقتل مواطن من البندقية.

● أعطى أنطونيو نصفه إلى شيلوك بشرط أن يقوم بتوريثه إلى ابنته جيسيكا التي كان قد حرمها من ميراثه، هذا إلى جانب دخوله الدين المسيحي لكي يأخذ النصف الآخر من الدولة.

● وفي نهاية المسرحية يتلقى أنطونيو أنباء بعودة سفنه بأمان، وكانت هذه هي آخر الأخبار السعيدة في المسرحية.


العبر من قصة تاجر البندقية:

تم إنتاج مسرحية تاجر البندقية مرات عديدة، لأنها تتضمن مجموعة من العبر التي ينبغي أن نتعلمها منها، ومنها ما يلي:

1. الصداقة هي أغلى قيمة لدى الإنسان، ويجب أن يضحي بحياته من أجل صديقه.

2. الحق ينتصر على الباطل دائماً مهما طال الوقت، لأن شمس الحق لا يمكن أن تخفيها أي عقبات أو مؤامرات.

3. الطمع يؤدي إلى هلاك صاحبه في نهاية المطاف.

4. يجب احترام حرية الأفراد وألا نعتدي عليها.


شخصيات مسرحية تاجر البندقية:

تدور أحداث مسرحية تاجر البندقية حول الكثير من الشخصيات الرئيسية والثانوية، وفيما يأتي نبذة مختصرة عن كل شخصية:

1. أنطونيو

هو تاجر مسيحي يكون في أغلب الأحيان حزين بدون أسباب، وكان يضمر كره كبير لليهود، وفي نفس الوقت كان رحيم ومحبوب من جميع أصدقائه.

2. جيسيكا

هي ابنة شيلوك، وكانت تكره حياتها في منزل والدها، وهربت مع شاب مسيحي يدعى لورينزو لكي تتزوجه، وقد أخذت معها أموال كثيرة بالإضافة إلى خاتم ثمين، قامت والدتها بإعطائه لوالدها، وقد قامت ببيع هذا الخاتم، وهذا ما اعتبره البعض أمر قاسي للغاية منها ومشهد مؤثر في المسرحية.

3. باسانيو

هو أحد النبلاء في البندقية، وقد قام بتبديد ثروته على مظاهر حياته، وكان محظوظاً جدًا، حيث قام باختيار النعش المناسب الذي يحمل صورة حبيبته بورتيا من أجل الزواج منها.

4. بورتيا

هي وريثة ثرية من مدينة بلمونت، وكانت معروفة بجمالها الفائق، وقد ظهرت في المسرحية على قدر عالي من الذكاء إلى جانب هذا الجمال.

5. لورينزو

هو صديق أنطونيو وباسانيو، وكان مغرماً بابنة شيلوك ويخطط لمساعدتها على الهرب من منزل والدها ويتجه معها إلى بلمونت.

6. حاكم البندقية
هو الشخص الذي ترأس محاكمة أنطونيو، وعلى الرغم من كونه رجلاً شجاعاً وقوياً، إلا أنه غير قادر على تقديم المساعدة لأنطونيو لأن الدولة مبنية في الأساس على احترام القانون.

7. نيريسا

هي خادمة بورتيا وصديقتها المقربة التي تنكرت معها في زي كاتبتها القانونية عند ذهابها إلى البندقية، وقد تزوجت في النهاية من جراتيانو.

8. جراتيانو

هو صديق باسانيو الذي اصطحبه معه إلى بلمونت، وخلال محاكمة أنطونيو كان أكثر منتقدي شيلوك إهانة وصخباً.

9. الدكتور بيلاريو

هو ابن عم بورتيا ومحامي ثري، لم يظهر هذا الطبيب أبداً في المسرحية، ولكنه هو من أعطى خادمة بورتيا الخطابات التعريفية اللازمة لها حتى تظهر خلال المحاكمة.

10. بالتازار

هي الخادمة التي أرسلتها بورتيا إلى الدكتور بيلاريو لكي تجلب منه الوثائق الضرورية لكي تتنكر في زي محامي.


تحليل شخصية شايلوك في مسرحية تاجر البندقية:

تتفرد شخصية شيلوك بسمات عديدة ومتنوعة تتجلى طوال أحداث المسرحية، وقد برزت كالتالي:

● هو مقرض أموال يعيش في البندقية، وكان يهودي يتعرض للمعاملة السيئة من مسيحي البندقية بالسب واللعن والتوبيخ.

● قام شكسبير بجعل شخصية شيلوك يهودية، وكان لذلك فوائد درامية بالغة، لأن اليهود في ذلك الوقت كانوا مضطهدين من كافة طبقات المجتمع، فقد كان لهم لون خاص بهم في ملابسهم.

● كان للاضطهاد الذي كان يعيشه شيلوك دافع قوي له، لكي يبتز الناس ويستغل فقرهم ولا يرحم حاجتهم.

● كان يتصف بالنفاق، لأنه كان يظهر ملامح الاحترام والود لخصمه، ولكن في قرارة نفسه يضمر له الشر والحقد.


متى تم نشر مسرحية تاجر البندقية؟

تم نشر الطبعة الأولى للمسرحية في صفحة العنوان عام 1600 ميلادية.


كم عدد فصول مسرحية تاجر البندقية؟

مسرحية تاجر البندقية مكونة من خمسة فصول.


ما هو نوع مسرحية تاجر البندقية؟

هي مسرحية تجمع بين التراجيديا والكوميديا.
تعليقات
ليست هناك تعليقات




    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -